٢٠‏/٠٩‏/٢٠١٨، ٧:٠٣ م
رمز الخبر: 83038605
T T
٠ Persons
في ذكري عاشوراء..كربلاء الحسين تحتضن اكبر تجمع بشري في العالم

بغداد/20 ايلول/سبتمبر/ارنا-احيا اكثر من سبعة ملايين زائر، ذكري استشهاد الامام الحسين عليه السلام، هذا اليوم، العاشر من شهر محرم الحرام، في مدينة كربلاء المقدسة، بينهم مايناهز ربع مليون زائر اجنبي قدموا من دول مختلفة، ابرزها الجمهورية الاسلامية الايرانية وتركيا ولبنان وباكستان وافغانستان والدول الخليجية وغيرها.

ولعل رقم السبعة ملايين شمل فقط الناس الذين تواجدوا في كربلاء خلال يومي التاسع والعاشر من محرم، ولم يشتمل علي ملايين الافراد الاخرين الذين احيوا الذكري في مدن فيها مراقد دينية مقدسة، مثل النجف الاشرف والكاظمية وبابل وسامراء وبلد وغيرها، الي جانب مراسيم الاحياء في اماكن العبادة المختلفة.
واشارت تقديرات غير رسمية الي مشاركة ما يربو علي خمسة وعشرين مليون شخص في العراق بأحياء ذكري عاشوراء بأشكال ومظاهر مختلفة، من بين العدد الكلي للسكان المقدر حاليا بسبعة وثلاثين مليون شخص.
وقبل ركضة طويريج فأن يوم العاشر من محرم الحرام شهد اقامة مراسيم قراءة المقتل الحسيني في مختلف المراقد والعتبات المقدسات والمساجد والحسينيات في كربلاء المقدسة وسائر مدن العراق الاخري، وعلي وجه العموم تبدأ مراسيم قراءة المقتل الحسيني، الذي يصور واقعة الطف بكل تفاصيلها وجزئياتها بأسلوب يثير الوجدان والعواطف، في ساعات الصباح الاولي، وتستمر حتي حلول صلاة الظهر، والي جانب ذلك فأن العشرات –ان لم يكن المئات-من مواكب اللطم والزنجيل والتشابيه تخرج منذ الصباح، لتشارك في ركضة طويرج ومن ثم تنتهي مسيراتها في كربلاء عند المخيم الحسيني، حيث تجري مراسيم حرق الخيام.
وبالنسبة لركضة طويريج، فأنها تمتد لمسافة ثلاثة كيلومترات، حيث ينطلق المارثون الحسيني في كل عام، بعد صلاة الظهرين صوب مرقد الامام الحسين، ثم الي مرقد الامام العباس، لينتهي به المطاف في المخيم الحسيني، بمشاركة مليونية حاشدة تتزايد عاما بعد عاما.
ولم تقتصر مراسيم احياء واقعة الطف الاليمة علي يوم العاشر من محرم الحرام، بل ان ليلة العاشر، شهدت توافد اعداد هائلة من الزوار علي مرقدي الامامين الحسين والعباس عليهما السلام، فضلا عن المراقد الدينية الاخري في النجف الاشرف والكاظمية المقدسة وسامراء، والعديد من المراقد الاخري المنتشرة في مختلف مدن العراق، اذ يقوم محبو وانصار الامام الحسين بأداء مراسيم الزيارة، وتلاوة الادعية واداء الصلوات، وتؤكد الكثير من الروايات علي فضل وعظمة ليلة العاشر من محرم الحرام، واثر احيائها بالذكر والعبادة واستحضار ما تعرض له الامام الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه الكرام في كربلاء علي ايدي يزيد بن معاويه واتباعه.
وعلي مدي الايام العشرة الماضية، وتحديدا منذ اقامة مراسيم استبدال الرايات الحمراء بالسوداء في كربلاء المقدسة في ليلة الاول من محرم، اتشحت مختلف مدن ومناطق العراق بمظاهر الحزن واللوعة والالم علي مصاب سيد الشهداء، لترسم لوحة حسينية-كما هو الحال في كل عام-معبرة عن اعمق درجات الولاء للامام الحسين عليه السلام.
وقد لانبالغ، حينما نقول ان كربلاء في يوم العاشر من محرم الحرام تحتضن كل العالم، ولعل ذلك امر طبيعي وتعكسه المقولة الخالدة.. (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء). فلكربلاء خصوصية معينة، وذلك نظرا لطبيعتها الدينية من جانب، ومن جانب اخر لانها تحتضن ضريح الامام الحسين واخيه العباس عليهما السلام وعددا من اصحاب سيد الشهداء، وبالخصوص حبيب بن مظاهر الاسدي، والحر بن يزيد الرياحي الذي يبعد مرقده عن مركز المدينة بحوالي خمسة كيلومترات، واكثر من ذلك فأنها-اي كربلاء-مثلت مسرح وميدان واقعة الطف، اذ فيها المخيم الحسيني، وتل الزينبية، وموضع الكف الايمن للامام العباس وذلك كفه الايسر، ونهر العلقمي، الي جانب مقام الامام صاحب الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشرف)، ومقام جده الامام الصادق عليه السلام.
لذلك ليس غريبا ان تشهد تلك المدينة حضورا مليونيا في الكثير من المناسبات الدينية، لاسيما في العاشر من محرم الحرام، وفي العشرين من صفر حيث اربعينية الامام الحسين عليه السلام، وفي الخامس عشر من شهر شعبان، حيث ذكري ولادة الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالي فرجه الشريف.
والملفت اننا نجد في كربلاء يوم العاشر من محرم اناسا من مختلف الطوائف والمذاهب والاديان والقوميات والاجناس، وكلهم يهتفون (لبيك ياحسين)، رغم اختلاف السنتهم والوانهم ولغاتهم ولهجاتهم.
والملفت ايضا ان ملايين العراقيين، والاف الاجانب يأتون الي كربلاء وهم يدركون طبيعة وحقيقة المخاطر والتحديات التي يواجهونها من التكفيريين والارهابيين، بيد انهم مع ذلك لايأبهون بها ابدا، بل علي العكس تماما، كلما زاد مستوي التحديات والمخاطر، ارتفعت اعداد الزائرين وتزايد حماسهم واندفاعهم، وهذا ما اثبتته الوقائع بالارقام والحقائق في هذا العام والاعوام السابقة.
ومايمكن تسجيله بشأن مراسيم احياء عاشوراء هذا العام، هو عدم وقوع عمليات ارهابية ضد الزوار والمواكب والهيئات الحسينية، وهذا في الواقع احد ابرز الانعكاسات الايجابية للحرب ضد تنظيم داعش الارهابي، التي انتهت الي هزيمته الشاملة في مثل هذه الايام من العام الماضي.
انتهي ع ص ** 2342