نتيجة المشاورات ومواقف الكتل النيابية لم تخرج عن خريطة مواقفها في استحقاق الاستشارات النيابية للتكليف في القصر الرئاسي في بعبدا، فتوجهت كتل: التنمية والتحرير (حركة أمل) والوفاء للمقاومة (حزب الله) والمردة والنواب السُنة المستقلين، للمشاركة في الحكومة المقبلة مقابل تلاقي كتل: القوات اللبنانية واللقاء الديمقراطي والكتائب وقوى المجتمع المدني، على رفض المشاركة لأسباب مختلفة، أي أن المشاركة في الحكومة ستقتصر على الكتل التي سمّت ميقاتي للتكليف، إلا إذا نجحت المفاوضات غير المباشرة بين ميقاتي ورئيس تكتل لبنان القوي (التيار الوطني الحر) النائب جبران باسيل في التوصل إلى تفاهم حكومي يعبد الطريق أمام مشاركة التيار ومنح الثقة النيابية للحكومة.
قال ميقاتي عقب المشاورات التي أجراها مع الكتل البرلمانية: "استمعت إلى سعادة النواب واستأنست بآرائهم وسنأخذ بقسم كبير من الحديث الذي قيل، والأهم أننا جميعًا نعرف الوضع السائد في البلد، ونعرف أن النصائح والآراء التي أعطيت خلال المناقشات تصب في المصلحة الوطنية، ولو من زوايا مختلفة".
وأضاف ميقاتي: "في النهاية المصلحة الوطنية ستتغلب على كل شيء، وسنشكل بإذن الله حكومة تستطيع أن تقوم بواجبها، وتستكمل ما بدأته حكومتنا الماضية، بخاصة مع صندوق النقد الدولي، وفي ما يتعلق بخطة الكهرباء، وملف ترسيم الحدود البحرية. هذا كان مجمل المناقشات وان شاء الله ترى الامور النور بطريقة سليمة".
وخلال فترة غير معهودة في تاريخ تشكيل الحكومات اللبنانية، سارع الرئيس المكلف إلى قصر الرئاسة في بعبدا، يوم الأربعاء الماضي (أي اليوم الذي تلا انتهاء الاستشارات)، وسلّم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تشكيلة أولية للحكومة بعد المشاورات، واطّلعه على آراء وتوجهات الكتل النيابية فيما يخص تشكيل الحكومة المنشودة، والتي انقسمت بين متعاون يُطالب بتشكيل حكومة على وجه السرعة نظرًا للاستحقاقات الداهمة، ورافض للتعاون انطلاقًا من فكرة أنّ الحكومة هي امتداد لما سبقها من حكومات.
وفيما يرفض الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الإعلان صراحة عن نوع التشكيلة الحكومية أو توصيفها، ويكتفي بالقول: إن "التشكيلة باتت موجودة لدى فخامة الرئيس". يكتفي رئيس الجمهورية بالقول إنه أبلغ ميقاتي بأنه سيدرس هذه الصيغة ويبدي رأيه فيها.
واستكمل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي مسألة التأليف مع رئيس الجمهورية ميشال عون في لقاء جمعهما ظهر الجمعة في قصر بعبدا.
وتداول ميقاتي مع الرئيس عون التشكيلة الحكومية المقترحة، وطرحت بعض الأفكار والاقتراحات، ليُقَرر أن يعقد لقاء آخر بينهما مع بداية الأسبوع المقبل (الاثنين)، لاستكمال البحث والتشاور.
ولا تزال مسألة التشكيل حتى اللحظة ضبابية، ورغم الحاجة إلى الإسراع في التشكيل نسبة للملفات الملحة في الساحة اللبنانية من مفاوضات صندوق النقد الدولي وترسيم الحدود البحرية اللبنانية، إلا أنَّ هناك ما يُبطئ إنجاز التشكيلة وهو أنَّ هذه الحكومة هي التي ستحصل على صلاحيات رئيس الجمهورية بعد انتهاء ولايته في 31 تشرين الثاني/أكتوبر 2022.
انتهى** 1453
تعليقك