وفي السنوات الاخيرة ازداد تنافس دول العالم الصناعية على هذه القارة بسبب وفرة الفرص الاقتصادية في مجالات الخدمات العامة والموانئ والتعدين والنفط والغاز والزراعة والسياحة ‘ وعليه فإن القدرات الاقتصادية والتجارية العالية للجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول الأفريقية تفتح مجالات مهمة وواسعة لتأمين المصالح المشتركة لكلا الجانبين.
وبناء عليه اصدر وزير خارجية ايران " حسين امير عبد اللهيان " بيانا موضحا اهمية ومكانة افريقيا في الجولة التي يقوم بها حاليا رئيس الجمهورية اية الله رئيسي ولافتا الى فرص التعاون الاقتصاي بين هذه الدول الافريقية والجمهورية الاسلامية الايرانية.
وقد كتب امير عبد اللهيان في بيانه ان النظرة الضيقة لسياسة الخارجية الايرانية في عهد الشاه تجاه اقامة علاقات مع عدد قليل من الدول الأفريقية ،والتي كانت تعتمد أساسا على تعزيز العلاقات مع المعسكر الغربي في تلك القارة، قد تغيرت تماما بالتزامن مع الانتصار المجيد للثورة الاسلامية في هذه الحقبة الزمنية من عمر الثورة الاسلامية وبناء على مبادىء الثورة الاسلامية من روح الحرية ومناهضة الاستعمار، أولت الجمهورية الإسلامية الإيرانية اهتماما خاصا لإقامة علاقات مع البلدان الأفريقية.
واعتبر امیرعبداللهيان ان العلاقات الثقافية التاريخية القديمة والقواسم المشتركة الدينية للشعب الإيراني مع الدول الأفريقية، وخاصة مع دول شرق وجنوب إفريقيا، تعبّد أساسا متينا لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية لإيران مع هذه القارة بطريقة يُفضي معها هذا النهج الى ترسيخ العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية مع معظم دول هذه القارة على نطاق واسع.
واضاف امیر عبداللهيان انه لابد لنا أن نقول بأنه ورغم تاريخ هذه القارة المُتذبذب، الذي تمخّض عن المنافسة المُحتدمة بين الشرق والغرب بداخلها،فقد واجهت العديد من المشاكل بما في ذلك الفقر والحرمان، إلاّ أن هذه القارة لا تزال لديها إمكانات كبيرة من الناحية السياسية والاقتصادية والمكونات الثقافية ولها سمات فريدة. وبناء عليه سميت أفريقيا في الأدبيات السياسية في العالم "بقارة الفرص" بسبب قدراتها الاقتصادية العالية بما في ذلك وفرة الموارد البشرية والطبيعية.
ونظرا الى هذه الأهمية حاز التوسع الشامل وتعميق العلاقات مع دول هذه القارة في جميع المجالات أولوية مهمة في العلاقات الخارجية الايرانية لسياسة حكومة رئيسي.وتماشيا مع هذه السياسة و مراعاة للمصالح المشتركة ، تم وضع تطوير العلاقات الثنائية على جدول الأعمال في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والدولية بمزيد من القوة والجدية.
عقد لجان مشتركة للتعاون الاقتصادي مع الدول الافريقية تجسد مساعي الحکومة الايرانية لتطوير العلاقات مع افريقا
وتابع مستطردا بأن حكومة رئيسي تحاول الاستفادة من هذا العنصر لتطوير العلاقات الاقتصادية إلى جانب العلاقات السياسية من خلال التركيز على القدرات الاقتصادية المشتركة لإيران وأفريقيا. ولذلك وفي هذا الصدد عقدت أربع لجان مشتركة للتعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية العام الماضي وحده، وتم توقيع ما يقرب من 50 وثيقة، وتم تبادل 83 وفدا سياسيا واقتصاديا وثقافيا بين إيران والدول الأفريقية.
وإستنادا على ما ذكرناه سالفا توجّه رئيس الجمهورية اية الله السيد ابراهيم رئيسي وبغية تعزيز العلاقات مع الدول الصديقة ومن أجل تنويع وجهات التصدير وخلق مجالات للتعاون السياسي والتجاري، الى دول "كينيا وأوغندا وزيمبابوي" بدعوة رسمية من رؤسائها في جولة سريعة تستغرق ثلاثة أيام بدأها يوم أمس الثلاثاء 11 تموز/يوليو، وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس إيراني إلى القارة الأفريقية منذ 11 عاما.
وبطبيعة الحال، تهدف هذه الزيارة الى تعزيز التعاون النشط والفعال مع دول القارة الأفريقية وزيادة تفعيل تطوير العلاقات مع هذه البلدان. وفي حال تحقّق هذا الأمر، سيكون للجمهورية الاسلامية الايرانية موطئ قدم جيد في اقتصاد هذه القارة مع الحجم الهائل للاقتصاد المتنامي فيها إذ يعد نقل العلوم والتكنولوجيا المحلية لإيران أحد أولويات التعاون مع هذه القارة.
وبشكل عام، تتمثل الإستراتيجية الحالية للجمهورية الاسلامية الايرانية إزاء دول القارة الأفريقية في تعميق العلاقات الاقتصادية القائمة على التعاون بين محور "جنوب – جنوب".
وكما شهدنا العام الماضي نمو التبادلات مع هذه القارة ونتيجة لنهج الدبلوماسية الاقتصادية لحكومة رئيسي تضاعف حجم التبادل التجاري لإيران مع إفريقيا.
الجمهورية الاسلامية الإيرانية رسمت سياستها الخارجية على أساس التفاعل مع دول القارة الإفريقية
وفي ظلّ الوضع الماثل، رسمت الجمهورية الاسلامية الإيرانية سياستها الخارجية على أساس التفاعل قدر الإمكان مع دول القارة الإفريقية، وعلى هذا الأساس تحاول تطوير علاقاتها الخارجية بشكل متوازن ومتناغم وشامل مع الدول المهمة في هذه المنطقة.
كما ان ايران اثبتت دائما أنها كانت وستظل شريكا موثوقا به للدول الأفريقية، ولتحقيق هذا الهدف بشكل أكبر تستمر في وضع استراتيجيتها للسياسة الخارجية للتعاون طويل الأمد مع القارة الأفريقية، وتمد يدها للصداقة والتعاون الى جميع الدول الأفريقية. ومن المؤمل أن تتمخّض عن زيارة رئيس الجمهورية إلى القارة الأفريقية اتفاقيات لتطوير التعاون المشترك بين إيران وإفريقيا، وخاصة في المجالات الاقتصادية المختلفة.
انتهى**ر.م
تعليقك