١٠‏/٠١‏/٢٠٢٥، ١١:٣٥ م
رقم الصحفي: 2461
رمز الخبر: 85716359
T T
٠ Persons
سفير ايران في بيروت: داعمو المقاومة توصلوا الى توافق مع جوزيف عون

طهران / 10 كانون الثاني/يناير/ارنا- اشار سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت مجتبى اماني، إلى تصويت مجلس النواب اللبناني على انتخاب جوزيف عون، رئيسا للجمهورية في لبنان، وقال: بعد الجولة الأولى من التصويت في مجلس النواب، اجرى داعمو المقاومة حديثا معه وقد توصلوا في الواقع الى توافق للتصويت لصالحه على أن تؤخذ مصالحهم أيضاً في الرئاسة بنظر الاعتبار.

وفي مقابلة تلفزيونية حول احدث تطورات الاوضاع في لبنان، اشار اماني الى حصول جوزيف عون في الجولة الاولى على 71 صوتاً، وهو أقل من النصاب القانوني البالغ 86 صوتاً، وقال: بما أن أحداً لم يتمكن من تأمين النصاب القانوني، كان لا بد من إعادة التصويت. في هذه الأثناء، تحدث داعمو المقاومة مع جوزيف عون، وتوصلوا بالفعل إلى توافق معه على أن تؤخذ مصالحهم أيضاً في الرئاسة بنظر الاعتبار، وفي الجلسة الثانية التي عقدت بعد الظهر، تم التصويت هذه المرة لجوزيف عون، بـ 99 صوتاً.

*نهج التفرد الذي اتبعته اميركا وفرنسا لم ينجح

وفي إشارة إلى رسائل هذه الانتخابات، قال السفير الإيراني في بيروت: الرسالة الأولى لهذه الانتخابات والعملية التي أدت إليها كانت للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وفرنسا، التي ظنت أنها تستطيع تحريك الأمور إلى الأمام بمفردها. اتضح أنهم لم يتمكنوا من ذلك وكانوا بحاجة إلى اتفاق. وعلى أساس هذا الإتفاق تم انتخاب الرئيس جوزيف عون. بشكل عام، الوضع في لبنان ليس على النحو الذي يجعل الرئيس ينتمي إلى جناح واحد. البلد مؤلف من 18 طائفة من المجموعات المسيحية والشيعية والسنية المختلفة، والتي عليها أن تتوصل إلى نتيجة حتى يتم انتخاب الرئيس فعليا. وفي ظل هذه الظروف والتحولات السياسية، تمكن جوزيف عون من الحصول على 99 صوتاً وتقديمه رئيساً من خلال اتفاق تم التوصل إليه.

*لدى جوزيف عون تاريخ جيد في التعاون مع حزب الله

 ورداً على سؤال حول مواقف جوزيف عون ، قال أماني: "في لبنان يجب أن يكون للرئيس والمسؤولين الآخرين علاقاتهم الخاصة مع مختلف المجموعات. فليس من الممكن أن يمثل الرئيس المسيحيين فقط. على سبيل المثال، عندما كان جوزيف عون قائداً للجيش كان يحترم حزب الله والمقاومة. في الحادثة المعروفة بحادثة الكحالة، انقلبت إحدى الشاحنات التي تحمل ذخائر تابعة لحزب الله. وفي هذه الحادثة، قام الجيش اللبناني بنقل الشاحنة التي تحتوي على ذخائر إلى ثكنة الجيش. وفي نهاية المطاف، سمح جوزيف عون أو أمر بتسليم هذه الذخائر لحزب الله. وكان هذا التعاون بين الجيش وحزب الله نقطة إيجابية حملت الكثير من الانعكاسات. لقد تعامل جوزيف عون مع هذه الحادثة بطريقة لا تجعل حزب الله والمقاومة مستاء منه. هذه المعادلة لا تزال قائمة.

*اميركا وإسرائيل كانتا تتطلعان إلى أن يكون سمير جعجع رئيساً

وتابع السفير الإيراني في بيروت، مشيراً إلى أن الأميركيين والإسرائيليين كانوا يسعون إلى تعيين سمير جعجع رئيسا، وقال: سمير جعجع لم يكن لديه الكثير من الأصوات حتى في المقام الأول، ربما كان عدد أصواته محدودًا بـ 30 أو 40 نائبا. وبعد أن عجزوا عن فرضه، وربما كانت السعودية أيضاً موافقة عليه، وافقوا على رئاسة جوزيف عون، وأعتقد أن فكرتهم كانت أنه إذا حصل داعمو المقاومة على بعض الضمانات من جوزيف عون فإنهم سيوافقون عليه.

ورداً على سؤال حول علاقة جوزيف عون بحزب الله خلال الفترة التي تولى فيها منصب قائد الجيش، قال أماني: عادة ليست هناك ذكرى سيئة من فترة توليه قيادة الجيش مع المقاومة ،حزب الله وحركة أمل. هناك سلسلة من المنافسات المسيحية المرتبطة بالتيار الوطني الحر أو حزب القوات، والتي لديها منافسات مع بعضها البعض. ولكن في الوقت نفسه، ليس صحيحاً أنه في العلاقة الطبيعية بين المقاومة وقائد الجيش، وخاصة في زمن الحرب، أن حزب الله يعتبر قائد الجيش عدواً له أو أن العلاقة وصلت إلى حد عدم القدرة على تحمله. طبعاً كان لديهم مرشح آخر مدني وكان بإمكانه أن يصبح رئيساً بـ65 صوتاً، وهو سليمان فرنجية، لكنه لم يتمكن من الحصول على الأصوات اللازمة.

*لا يمكن القضاء على المقاومة في لبنان

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت بعض وسائل الإعلام تتحدث عن قرب جوزيف عون من الولايات المتحدة والسعودية، هل سيكون لحزب الله فرصة لإعادة بناء نفسه وإحياء نفسه في هذه الفترة التي سيكون فيها جوزيف عون رئيساً، قال السفير الإيراني: بالتأكيد. إن المقاومة وحزب الله وحركة أمل وعددا من ممثلي السنة والمسيحيين يعتبرون المقاومة شرطاً لبقاء لبنان. وخاصة مع الأحداث التي جرت في سوريا، فإننا ندرك أنهم لا يستطيعون القضاء على المقاومة.

*الكيان الصهيوني بدأ حربا نفسية

ورداً على سؤال حول متابعة بعض وسائل الإعلام الغربية لقضية ان محور المقاومة خسرت لبنان وهل هذا الادعاء الإعلامي صحيح أم لا، أجاب أماني: بعد الاتفاق بين لبنان والكيان الصهيوني بدأت الحرب النفسية للعدو.. في الاتفاق هناك أمور تفيد الطرفين وهناك أمور تضر الطرفين، وهذه هي طبيعة الاتفاق. لقد بدأوا الآن حربهم النفسية، مما يعني أنهم يريدون تضخيم نقاط الضعف الموجودة والتي لا يمكن إنكارها.

وتابع السفير الإيراني: على سبيل المثال، غرد وزير الخارجية الإسرائيلي باللغة العبرية مهنئا جوزيف عون على رئاسته. لا أعتقد أنهم سعداء بوصول جوزيف عون، لكنهم فعلوا ذلك من أجل القيام بنوع من الادعاء بالنصر. لم يكن الاتفاق (على وقف اطلاق النار) في واقع الأمر على النحو الذي يجعل الإسرائيليين الطرف المنتصر، فقد أطلقت المقاومة قبل يومين من الاتفاق 350 صاروخاً وطائرة مسيرة، ما يؤكد أنها لا تزال قادرة على ذلك.

وتابع أماني: جاءني أحد سفراء الدول الأجنبية وقال لي إن 80 بالمئة من قوة حزب الله دمرت. ورداً على ذلك قلت: سيادة السفير، إذا كانت إسرائيل تعتقد أنها دمرت 80% من قوة حزب الله، فلماذا لم تدمر الـ20% المتبقية منه؟ ولماذا جلست إلى الطاولة وتفاوضت؟"

*لم يكن جوزيف عون المرشح الذي أرادته المقاومة، ولكن كانت لها مطالب

وتابع السفير الإيراني جوابه على هذا السؤال قائلاً: العدو يعمل في الحرب النفسية بحيث يعتبر جوزيف عون فاشلاً للمقاومة لأنه لم يكن مرشح هذا الجانب. الكثير من هذه الأشياء مجرد أوهام لديهم. جوزيف عون لم يكن المرشح الذي أرادته المقاومة، ولكن في الوقت نفسه أظهرت المقاومة أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فلن يتم انتخاب رئيس. وتوصلت المقاومة وأنصارها، الذين بلغ عدد اصواتهم نحو 40 صوتاً وكان بوسعهم جمع 15 صوتاً آخر، إلى استنتاج مفاده أنهم يستطيعون إما مساعدة عملية انتخاب الرئيس أو إطالة أمد العملية، فاختاروا الخيار الأول.

*حزب الله اجرى حسابات دقيقة

وفي إشارة إلى موقف بعض اللاعبين الفاعلين في هذا الأمر، قال أماني: إضافة إلى ذلك، عندما قالت السعودية وأميركا وفرنسا أنه إذا لم يصبح جوزيف عون رئيسا فلن تكون هناك إعادة إعمار وقد تستمر الحرب، ونحن لا نضمن أن تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان. وفي حساباته، توصل حزب الله إلى استنتاج مفاده أنه سيوافق ويطالب الأميركيين والسعوديين والفرنسيين بهذه القضايا الثلاث: البدء بإعادة الإعمار، وانسحاب إسرائيل الى الحدود المرسومة في القرار 1701، ولا يحق لها شن اي هجوم جديد. وفي الوقت نفسه يريدون تفسير الاتفاق الذي تم التوصل إليه على أنه هزيمة للمقاومة، وهذا ليس صحيحاً. من الصحيح أن المقاومة، حزب الله وحركة أمل، تراجعوا حتى يتمكنوا من تحقيق مطالبهم، لكن كل ما يمكن تصوره في هذا الصدد سوف يتضح في التطورات المستقبلية. في الوقت الحاضر، يمكننا أن نقول بكل تأكيد أن الادعاءات بأن المقاومة قد زالت ليست صحيحة. المقاومة موجودة لأن الرئيس لا يمكن انتخابه دون موافقتها ودعمها، وهذا مهم للغاية.

*جوزيف عون ليس معاديا لإيران

ورداً على سؤال حول كيف سيكون تفاعل جوزيف عون مع إيران وبالعكس، قال سفير ايران: إن قيام الصهاينة بتهنئة جوزيف عون على انتخابه هو برأيي حرب نفسية. أنا في لبنان وفي إيران. في لبنان، يزعم الصهاينة في دعاياتهم أن الإيرانيين لن يساعدوكم بأي شكل من الأشكال. وعلى العكس من ذلك، فإن الشبكات العميلة لاميركا وغيرها المعادية للثورة تخاطب الشعب الايراني بان كل ثروتكم منحتها الدولة للبنان، من اجل تحريضه عليها. لقد رأيت جوزيف عون عدة مرات من قبل، وهو ليس شخصاً معاديا لإيران.

*طهران تسعى لتعزيز العلاقات مع بيروت

وفي إشارة إلى الاصطفافات الطائفية في لبنان، قال أماني: يجب أن يكون الرئيس في لبنان، بناءً على اتفاق الطائف، مسيحيًا مارونيًا، ورئيس الوزراء يجب أن يكون سنيًا، ورئيس مجلس النواب يجب أن يكون شيعيًا. وهذا يعني أنه لا يمكن للمقاومة أن تنتخب رئيساً شيعياً ولا يمكن للمسيحيين أن ينتخبوا رئيساً مسيحياً لمجلس النواب. إن هذا الواقع التاريخي القائم في لبنان يخلق مجموعة من الظروف التي تضمن أن تبقى علاقتنا كما كانت من قبل، لقد ترسخت هذه العلاقات، ونحن الآن نحاول، إن شاء الله، في المرحلة الجديدة، في ضوء انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، أن تصبح العلاقة بين طهران وبيروت أقوى ايضا.

*جوزيف عون يطالب "إسرائيل" بالخروج من لبنان

وردا على سؤال حول تعرض جنوب لبنان لهجمات متكررة من قبل الكيان الصهيوني وانتهاكه لوقف إطلاق النار، هل يمكن للبنان أن يأمل في أن يوقف الكيان هجماته بانتخاب جوزيف عون؟ قال أماني: باستثناء مجموعة تعتبر ذيولا للكيان الصهيوني فان الجميع ، مسيحيين وسنة وشيعة معادون للكيان. وفي كلمته أمام مجلس النواب ، حذر جوزيف عون عدة مرات من الغزو الصهيوني وضرورة انسحاب الكيان من لبنان، وأوضح موقفه من هذا الأمر. لكن الكيان ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار تحت ذرائع مختلفة، وكان أمام حزب الله خياران: إما الرد وإما تسجيل هذه الخروقات ومراقبة الوضع. إن مسؤولية الدفاع ضد هذا الخرق لوقف إطلاق النار تقع على عاتق الحكومة اللبنانية والجيش وقوات اليونيفيل، وكان المندوب الأميركي في الواقع حامل الرسالة وفي الواقع مدير المسرح لاتفاق وقف إطلاق النار هذا. ورأى حزب الله أن من مصلحته تسجيل انتهاكات وقف إطلاق النار والابلاغ عنها، وخاصة جنوب نهر الليطاني، خلال هذه الفترة المحددة بـ 60 يوماً. يمكن لحزب الله الآن أن يقول أن الحكومة والجيش لم يتمكنا من الوفاء بالتزاماتهما في الرد على خروقات وقف إطلاق النار. ونتيجة هذا الوضع أن وجود المقاومة في لبنان أصبح ضرورة. الشهيد السيد حسن نصر الله، أعتقد انه في حوالي عام 2007، قال بكل صدق رداً على بعض الضغوط التي مورست على حزب الله للتخلي عن سلاحه: ما دامت الحكومة لا تستطيع الدفاع عن لبنان، وما دام ليس لدينا جيش قوي ومنظم، فاننا مضطرون لامتلاك السلاح من اجل الدفاع عن أنفسنا وعن لبنان.

انتهى ** 2342

تعليقك

You are replying to: .