جاء ذلك في تصريحات، ادلى بها جلالي الجمعة ، في مقابلة اجراها معه فلاديمير كاريفسكي، مقدم البرامج في قناتي روسيا 24 وروسيا 1 الإخباريتين، عشية المفاوضات الإيرانية الأميركية غير المباشرة التي تستضيفها مسقط عاصمة سلطنة عُمان السبت.
وأضاف "سنجري مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الأميركي لمعرفة ما إذا كان هنالك أفق ام لا".
وفي إشارة إلى تصريحات قائد الثورة حول سبب وحكمة المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، قال السفير الإيراني لدى موسكو: "إذا كان هناك في الواقع أفق للتفاهم، ويتم الحفاظ على كرامة إيران واحترام خطوطنا الحمراء، فإن إيران لا تخشى المفاوضات المباشرة".
واوضح أن "نتائج المفاوضات غير المباشرة تعتمد على مدى صدقيتهم والمسار الذي تريد الاستمرار فيه".
وتابع جلالي: "لقد اعتدنا على التهديدات وعشنا وتقدمنا مع هذه التهديدات لمدة 46 عاما. تعتمد نتائج محادثات مسقط أيضًا على المسار الذي يختارون اتباعه".
وقال السفير الإيراني لدى روسيا أيضًا عن العلاقات الثنائية: "العلاقات بين طهران وموسكو قائمة على المصالح المشتركة، ونتحدث مع بعضنا البعض على مستوى متوازن. محادثاتنا تاتي على اساس التكافؤ وليس الرؤية الفوقية، ولهذا السبب لدينا تفاهم".
وفي الرد على سؤال وهو انه لماذا تقول إيران إنها لن تتفاوض بشكل مباشر؟ ألا تعتقد أن المفاوضات المباشرة سوف تؤدي إلى نتائج أسرع؟ قال: نحن لسنا خائفين من التفاوض؛ لكن قائد الثورة الاسلامية قال قولا حكيما للغاية وهو اننا "لدينا تجارب مختلفة"، فعلى سبيل المثال، في المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق النووي؛ تحدثنا مع بعضنا البعض بشكل مباشر، وقضينا الكثير من الوقت في محاولة التوصل إلى اتفاق. كان وزير خارجيتنا آنذاك ووزير الخارجية الأميركي يتبادلان رسائل البريد الإلكتروني بانتظام، ويجريان محادثات هاتفية، ويتواصلان عبر الفضاء الإلكتروني. علينا أن نسأل، ماذا حدث بعد ذلك؟ تم انتهاك نتائج المفاوضات. لقد أشار قائد الثورة إلى نقطة محددة، عندما قال إن "هذه التجربة ماثلة أمام أعيننا". نحن نجري حاليا مفاوضات غير مباشرة لمعرفة ما إذا كان هناك أفق ام لا. إذا كان هناك أفق حقيقي للتفاهم وتم الحفاظ على كرامة إيران، فإن إيران لا تخشى المفاوضات المباشرة، وعلينا أن نسير على هذا الطريق.
وفيما اذا كان هيكل مفاوضات السبت يدور حول العقوبات، أم حول القضايا النووية، أم أن جدول الأعمال سيتم تحديده في نفس الوقت؟ قال جلالي: لا علم لي بالتفاصيل، لكن ما أتوقعه هو أن اجتماع السبت سيتم خلاله مناقشة الشكل المستقبلي للمفاوضات والأهداف التي لدينا. إذا كان الطرف الآخر صادقاً وما قاله الأميركيون عدة مرات وما قاله الرئيس الأميركي مؤخراً هو "أننا لا نريد لإيران أن تمتلك أسلحة نووية"، إذا كان هذا هو مطلبهم، فإن المشكلة محلولة. لأن إيران لا تسعى للحصول على أسلحة نووية. نحن نقبل جميع عمليات التفتيش من الوكالة. مرة أخرى، هنالك تصريح واضح لقائد الثورة في هذا الشأن، حيث قال: "لو أردنا امتلاك أسلحة نووية، لكنا حصلنا عليها. نحن أنفسنا لم نكن نريد امتلاك أسلحة نووية"، والأمر نفسه ينطبق الآن. لذا فقد تم حل المشكلة. ما هو مطلبنا؟ مطلبنا هو إزالة العقوبات والمعوقات. إذا اتبعنا هذا المسار، يمكننا تحقيق النجاح، ولكن إذا كانت هنالك مطالب زائدة وتم طرح قضايا غير ذات صلة، وكتبوا نتائج المفاوضات مسبقًا وقالوا "تعالوا وقعوا" فمن الطبيعي أن إيران لا تعتبر مثل هذه المفاوضات مفاوضات. التفاوض يعني المحادثة. وهذا يعني ان نتحدث حتى نتمكن من حل مشاكلنا. لذا فإن هذه النتيجة تعتمد على صدقية الطرف الآخر. إذا جاءوا بصدق وغيروا أساليبهم السابقة، فيمكننا أن نأمل في نتيجة إيجابية للمفاوضات.
وردا على سؤال وهو انه في ظل الضغوط التي تتعرض لها إيران وروسيا اليوم، كيف سيتطور التعاون التقني والعسكري في ظل هذه الظروف؟ قال: لدينا تعاون فني وعسكري فيما بيننا، وقلنا منذ البداية أن هذا التعاون ليس ضد أي دولة. إيران وروسيا دولتان كبيرتان، ولدينا تاريخ من التعاون مع بعضنا البعض، وقد شهدت علاقاتنا، مثل جميع الدول المجاورة، العديد من التذبذبات. نحن اليوم في العصر الذهبي للعلاقات. هذا العصر الذهبي لا يعتمد على المجاملات. محور منها يتعلق بحسن الجوار، وجزء آخر يتعلق بالتوجه المشترك بين قادة البلدين. وقد تبلورت هذه القواسم المشتركة في مجموعة البريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والاتحاد الأوراسي. ولذلك فإن علاقاتنا العسكرية تتوسع دون أن تشكل تهديداً لأي دولة، والمباحثات تجري، ونحن نمضي قدماً في عملنا على أساس الوثائق الموجودة.
انتهى ** 2342
تعليقك