مؤتمر «متحدون من أجل فلسطين – إسرائيل إلي زوال» يختتم أعماله في بيروت

بيروت/ 29 تموز/يوليو/ إرنا – اختتم «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة»، مساء اليوم الأربعاء مؤتمره الأول الذي عقده في بيروت يومي 28 و 29 تموز 2015 تحت شعار«متحدون من أجل فلسطين – إسرائيل إلي زوال»، وشارك فيه ما يزيد عن 300 عالم دين من مختلف المذاهب الإسلامية من 55 دولة، تداولوا فيه أوضاع الأمة الاسلامية وقضاياها وفي مقدمها قضية فلسطين القضية المركزية علي ضوء المبادئ الاسلامية والمصالح المرجوة للأمة.

و تمحور المؤتمر حول موضوعه الأساس «قضية فلسطين- زوال اسرائيل حقيقة قرآنية وحتمية تاريخية» وذلك لتقديم الحلول والمساهمات التي تؤدي الي الوحدة بين المسلمين، واجتماعهم من أجل فلسطين، و تعبئة الأمة لمواجهة «اسرائيل» مع الثقة التامة بأن النصر حليفنا و زوال «اسرائيل» حقيقة قرآنية وحتمية تاريخية لنصرة الحق علي الباطل عندما يعمل أهل الحق و يجاهدون و يقاومون. و قد أراد المؤتمرون أن يكون المؤتمر صرخة تساهم في تصحيح المسار واعادة الأمة الاسلامية إلي الطريق التي تؤدي إلي عزتها وكرامتها.

وبحسب تقرير لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) من بيروت، فقد توزعت أعمال المؤتمر علي عدة محاور رئيسية أبرزها: 'حقائق قرآنية حول حتمية زوال اسرائيل'، و'ثوابت القضية الفلسطينية'، و'فلسطين و دور العرب و المسلمين'، و'فلسطين و لعبة الأمم'، و'العلماء وفلسطين'.

و أصدر المؤتمرون بيانًا ختاميًا لمؤتمرهم أكدوا فيه علي 'أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولي وأن الواجب الأهم والأول هو توحيد الكلمة وتشكيل الصف الواحد لمواجهة الخطر الصهيوني والدفاع عن الأقصي الشريف، قبلة المسلمين الأولي'.

ووجه المؤتمرون 'نداء للأمة الاسلامية جمعاء من خلال علمائها العاملين والجهات الاسلامية الفاعلة والمفكرين المخلصين في كل مكان إلي أولوية مواجهة الخطر الصهيوني الذي يتمادي في احتلاله لأرض فلسطين المقدسة و يتمادي طغيانه وظلمه لأهلنا في فلسطين و يمارس أبشع أنواع الاضطهاد و يتمادي في حركته الاستيطانية التي تهدف الي تهويد القدس بشكل كامل و سائر فلسطين. ونؤكد أن الشعب الفلسطيني أعطي للأمة نموذجاً عالياً من الصمود حيث قدم نماذج متنوعة ومتجددة من المقاومة، كان آخرها أبطال الرباط في الأقصي الذين استطاعوا برباطهم المستمر أن يصدّوا قطعان المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصي. ونحيي في هذا الصدد البيان الصادر عن علماء الأمة الذي اعتبر أن دعم هؤلاء الأبطال المرابطين واجب شرعي علي الأمة'.

ولفتوا إلي أن التجربة التي عاشتها الأمة الاسلامية خلال العقود الأخيرة أثبتت 'قدرة المقاومة علي تحقيق الانتصار في لبنان وفلسطين رغم الدعم اللامحدود الذي تلقاه الكيان الصهيوني وتخاذل الأنظمة العربية والظروف المعقدة التي تعيشها الأمة. ومن هنا فإننا نؤكد علي وجوب دعم هذه المقاومة بكل الامكانات وكل أشكال الدعم المادي والمعنوي'.

وأكّد المؤتمرون علي 'ضرورة الكف عن الممارسات العدوانية بشأن حصار غزة الصامدة و وجوب رفع الحصار الظّالم عن هذا الشعب المظلوم وأن خطر الصهيونية لا ينحصر في فلسطين بل هو خطر يهدد أمن وسلام المنطقة بأسرها ويهدد كيان الأمة وأن أي تهاون في مواجهة هذا الخطر يؤدي إلي زعزعة أمن المنطقة بأسرها'.

كذلك أكّدوا علي 'أن وحدة المسلمين بمذاهبهم وطوائفهم كافة واجب شرعي أكّد عليه الكتاب والسنة و أن من واجب علماء المسلمين و مفكريهم و قادتهم السياسيين بذل الجهود كافة من أجل توحيد كلمة المسلمين ومواجهة كل ما يوجب تفريق كلمتهم واثارة مشاعر الحقد والبغضاء بين فئات الأمة وشرائحها'.

وأكّدوا أيضًا علي 'حرمة تكفير المسلمين وان دم المسلم وماله وعرضه حرام علي المسلم بل وأن النفس الانسانية نفس محترمة لا يجوز تهديد أمنها و سلب كرامتها وأن الاسلام جاء ليقر العدل و الامان والسلام بين أبناء البشرية أجمعين'.

كما أكّدوا علي أن ظاهرة التكفير والارهاب ظاهرة غريبة عن طبيعة هذه الأمة وقيمها وتعاليم دينها وعلي ضرورة توحيد الصفوف وتعبئة الجهود في سبيل مواجهة هاتين الظاهرتين حتي يتم القضاء عليها واستئصال جذورهما.

وأكّد المؤتمرون أيضًا علي 'أن الأحداث فضحت المتطرفين التكفيريين و كشفت اجرامهم وارتباطهم بالاستكبار العالمي والعدو الصهيوني ما يؤكد صواب رؤية العلماء العاملين منذ اللحظة الأولي لبروز هذه الأفكار الخارجة عن الاسلام و الغريبة في مسار الأمة الاسلامية ومن هنا فإنّا ندعو إلي التكاتف والتضامن والتكامل بين العاملين المخلصين للاسلام لمواجهة هذا الفكر المنحرف وكشفه وفضحه والعمل علي انقاذ المسلمين من تضليل هذه الفئة الباغية الضالة'.

ودعا المؤتمرون 'العلماء العاملين المخلصين في كل مكان إلي التعاون لنشر المبادئ الاسلامية التي تجمع بين المسلمين و تقرب القلوب و الابتعاد عن الخلافات التي لا تؤدي الا إلي التنازع و الفشل عملاً بقوله تعالي، «واعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا»'.

واعتبروا أن 'علي علماء الأمة الاسلامية و مفكريها العمل علي نشر فكرة حتمية زوال «اسرائيل» والتبشير بها علي كل صعيد ما من شأنه أن يجدد الأمل في النفوس و يدفع الأمة إلي نهضة جديدة و ترتكز علي مقومات حقيقية و آمال واقعية تشكل البديل الحقيقي عن حالة اليأس و الاحباط التي تسود الأمة خاصة و أن الصهاينة أنفسهم يعيشون حالة الهزيمة الداخلية رغم كل الدعم الذي يتلقونه'.

وحيا المؤتمرون 'قوي المقاومة و خاصة الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلي رأسها الامام الخامنئي (دام ظله) علي الدعم الكبير الذي تقدمه لاستمرارية المقاومة و ثباتها'.

ودعوا 'جميع العلماء والمفكرين و القوي و القادة السياسيين إلي العمل لوقف النزيف الداخلي في جسد الأمة والذي تستفيد منه اسرائيل وذلك بمعالجة الأوضاع بالحلول السياسية في بلداننا بعيداً عن التنافر و التباغض والقتل والقتال واستعادة الموقع المتقدم لسوريا المقاومة و اليمن الجريح والبحرين الصامد والعراق عاصمة الحضارة الاسلامية في تاريخه العريق و ضرورة دعم الشعب المسلم في مينمار و وقف الممارسات العدوانية علي هذا الشعب المضطهد'.

كما دعوا 'شعوب العالم الاسلامي إلي تبصر حقيقة الخطر الاسرائيلي عليهم جميعاً و تداعياته علي بلدانهم و مستقبل أولادهم و أن يبذلوا أقصي هممهم لتربية الجيل الجديد و توجيهه ضد الخطر الاسرائيلي و حض المسؤولين في بلدانهم علي العمل في هذا المجال'.

وبناء علي مداخلات عدد من المشاركين في المؤتمر من قارة أفريقيا أوصي المؤتمر 'الجهات الفاعلة في نطاق الدعوة الاسلامية و مواجهة الصهيونية الاهتمام بالشعوب الاسلامية في أفريقيا لتشارك في المعركة المقدسة ضد الصهيونية علي الصعد كافة'.

وأكدوا علي ضرورة 'انشاء مركز اسلامي يعني بفضح وكشف خفايا المخططات العدائية لمؤامرات الصهيونية ويقوم بتوزيع أبحاثه علي العلماء في العالم الاسلامي كافة من خلال وسائل الاتصال الحديثة'.

وحيا المؤتمرون 'المقاومة اللبنانية وعلي رأسها حزب الله والمقاومة الفلسطينية المتمثلة بحماس والجهاد الاسلامي والفصائل الفلسطينية المجاهدة كافة ويدعو لشهداء هذه المسيرة بالرحمة والرضوان'، وأكدوا علي 'أن علماء الأمة صامدون معهم متكاتفون متعاضدون في صف واحد ضد العدوان الاسرائيلي والاستكبار العالمي ويؤكدون علي ضرورة دعم هذا الخط الجهادي المقاوم حتي تحقيق النصر الالهي الموعود'.

انتهي*(1)*381* 1837