فرنر هرتزوغ (1942) مخرج سينمائي ألماني إضافة إلى كونه منتجاً وكاتب للسيناريو وممثلا ومخرجاً لعروض الأوبرا. لطالما اعتبر هرتزوغ واحداً من أعظم الشخصيات في السينما الألمانية الحديثة، وله أفلام تألقت في العديد من الفعاليات السينمائية العالمية.
إضافة إلى استعانته بنجوم سينمائيين ألمان وأمريكان وغيرهم، فإن هرتزوغ معروف باستقدامه لأناس من المنطقة التي يصور فيها، خاصة في أفلامه الوثائقية، ويبرر استعانته بالسكان المحليين ليفيد ما يسميه "الحقيقة المنتشية" مستخدماً لقطات لهم في حالتي تمثليهم لأدوارهم وتجسيدهم لأنفسهم. هرتزوغ وأعماله ترشحوا أكثر من مرة للعديد من الجوائز العالمية، وكانت جائزته الكبرى الأولى حصوله على جائزة الدب الفضي الاستثنائية في التحكيم على أول فيلم روائي طويل له إشارات الحياة Signs of life. من أكثر الجوائز اللافتة الأخرى نذكر له أيضاً حصوله على جائزة أفضل مخرج في فيلم فيزكارالدو Fitzcarraldo في مهرجان كان السينمائي عام 1982.
كما حصل فيلمه لغز كاسبر هاوزر لغز كاسبر هاوزر في نفس المهرجان ولكن قبل عدة سنوات (وتحديداً في العام 1975) على جائزة التحكيم الخاصة (المعروفة أيضاً بالسعفة الفضية).
من المعروف أن فرانسوا تروفو اعتبر هرتزوغ أهم مخرج لا زال على قيد الحياة في العالم، وربما لا شيء يعطي هذه الشخصية حقها في التعريف أكثر من الناقد "روجر إيبرت"، ليقول الحقيقة عن عمل هرتزوغ وحياته: "هرتزوغ لم يصنع قط فيلما سيئا أو غير جذاب أو محافظ"، "حتى النكسات التي واجهته كانت مُلفتة وجديرة بالمشاهدة".
وفي شريط فيديو أرسله إلى صديقه وزميله أندريه سينغر، تحدث هرتزوغ عن مهرجان "سينما الحقيقة" ال 14 والسينما الإيرانية، وقال: "مرحبا أندريه، أعلم أنك تقيم ندوة ورشة عمل لصانعي الأفلام الشباب والطلاب في إيران، أنا أحسدك. احب ايران. بلد له ميراث غني من الشعر والشعراء عمره خمسة آلاف عام وله أيضًا تاريخ في إنتاج أفلام استثنائية. لذلك أتمنى أن تكون هناك. أو أتمنى أن أكون هناك معك. لكننا لا نستطيع.
ما لفت انتباهي في رسائل البريد الإلكتروني الأولى التي تبادلناها كان انعكاس الشعار الكبير الذي يحمله المهرجان (سينما الحقيقة)، لذا كن حذرًا،
وأضاف المخرج الالماني: كنت دائما من روّج لمفهوم سينما الحقيقة. الحقيقة في السينما تكمن وراء الحقائق الواضحة والمجرّدة، فالحقيقة في عالم غامض، وهو ما لا نستطيع تعريفه وشرحه حقًا.
وأشار هرتزوغ الى السينما الايرانية، وقال: أعتقد أن الأفلام الإيرانية اكتشفت شيئًا يجلب لنا التنوير وهي في الواقع تستحضره لنا. لكن عندما يتعلق الأمر بما يسمى سينما الحقيقة، عليك أن تضعها جانباً. لأنها كانت الإجابة التي وجدها جيل الستينيات في بحثهم. تجاوز ذلك ، سيكون هناك شباب رائعون بجانبك. أتمنى لك النجاح. حظا سعيدا لكم جميعا.
ويقدّم السينمائي أندريه سينجر ورشة تعليمية عن سينما هرتزوغ الوثائقية في مهرجان سينما الحقيقة الدولي المقرّر انطلاقه الثلاثاء المقبل 15 ديسمبر/كانون الاول ولمدى أسبوع، بإدارة محمد حميدي مقدم في العاصمة طهران.
انتهی 3280
تعليقك