وأضافت إرشادي، اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، في كلمة ألقتها أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة الـ78 للأمم المتحدة: دعونا نوجه انتباهنا إلى كندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وكيان الاحتلال والفصل العنصري في إسرائيل - الجهات الفاعلة المعتادة في انتهاكات حقوق الإنسان والمشتبه بهم المعتادين! كندا ومؤيدو هذا القرار يصوتون لصالح القرار ضد إيران، بينما هم أنفسهم يصوتون ضد القرار الذي يدعو إلى إنهاء حمام الدم والمذبحة التي يتعرض لها النساء والأطفال الفلسطينيون على يد الكيان الإسرائيلي! وهذا التناقض يكشف في الواقع قناع المعايير المزدوجة التي يطبقونها على حقوق الإنسان. ربما حان الوقت لتشكيل مجموعة الأصدقاء لدعم ذبح الأطفال!.
وجاء في كلمة السفيرة ومساعدة مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة: إن جمهورية إيران الإسلامية ترفض بشدة القرار المتحيز ذا الدوافع السياسية الذي يستهدف حالة حقوق الإنسان في بلدنا. ونحن اذ نقر بأن هناك دائما مجالا للتحسين، فمن المهم مناقشة الطبيعة الانتقائية والمتحيزة والمنافقة للادعاءات الموجهة ضدنا.
وتابعت: اللجنة الثالثة هي هيئة محورية أنشئت تحت رعاية الأمم المتحدة لتكون منارة لتعزيز الحوار والتعاون من أجل النهوض بحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. ولكن من المؤسف أنه بدلاً من استخدام هذا المنبر لمعالجة المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان بشكل جدي، فإن بعض البلدان تسيء استخدامه لتعزيز أجنداتها السياسية، وبالتالي تقويض المهمة الأساسية للجنة.
وقالت: في الوقت الذي تدعي فيه كندا بانها تحظى بمكانة أخلاقية سامية وتحاول إدانة الشعوب الأخرى، يجب أن تواجه الواقع المحزن والمؤلم المتمثل في الاكتشاف السنوي لجثث الكثير من أطفال السكان الأصليين. استغلال العمال المهاجرين وإساءة معاملتهم، على النحو الذي تناوله المقرر الخاص المعني بأشكال الرق المعاصرة، يشكل وصمة عار، مثيرة للقلق العميق وغير مبررة، ومتأصلة في التراث الاستعماري لكندا. وبينما تفتخر كندا بسجلها المثالي المزعوم في حماية حقوق الأطفال، فإن هذه الحقائق ترسم صورة مختلفة تمامًا لحالة حقوق الإنسان في كندا.
واضافت: إن تجاهل بريطانيا لحقوق الإنسان أمر مثير للقلق بنفس القدر. كما ان الصمت غير المبرر وعدم الاهتمام بأكثر من 200 طفل ومراهق مفقود، وجميعهم من طالبي اللجوء، يتردد صداه مع اللامبالاة المثيرة للقلق من جانب العالم بمحنة هؤلاء الأشخاص المستضعفين. الإهمال وعدم احترام حقوق هؤلاء الشباب وسلامتهم هو أمر يستحق الشجب تماما ويتطلب اهتماما عالميا عاجلا. وبينما يراقب العالم برعب انتهاك حقوق وحياة أطفال السكان الأصليين الأبرياء، يبدو انه ربما يمكن الاستفادة من سمعة كندا اللامعة في دعم حقوق الأطفال عمليًا!! ربما تستطيع بريطانيا الاستفادة من خبرة كندا في العثور على الأطفال المفقودين.
وقالت: إن فرنسا، التي تتستر خلف ما يسمى بقناع الحرية والمساواة والأخوة، ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في ساحتها الخلفية. إن القمع المتواصل للحريات الدينية باسم العلمانية، واستهداف المجتمعات الإسلامية وتهميشها، والقيود الصارمة على الحجاب، كلها سمات مميزة لدولة تخنق الحرية تحت ستار حمايتها. وتقف فرنسا مثالا صارخا على النفاق، ورغم ادعائها المثل العليا المتساوية، فإنها في الوقت نفسه تنكر ذلك بشكل صارخ على مواطنيها.
واردفت ارشادي: حقيقة أن ألمانيا تنتهك أبسط الحقوق للنساء والأطفال المسلمين والمهاجرين على حدودها تلفت الانتباه إلى أوجه التشابه التاريخية مثل الأسلحة الكيميائية التي استخدمتها (زودت النظام العراقي السابق بها) ضد النساء والأطفال الإيرانيين خلال الحرب المفروضة. لا يمكن للتاريخ ولا للنساء والأطفال الإيرانيين أن ينسوا الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها ألمانيا وأسلحتها الكيميائية.
وتابعت السفيرة الايرانية: إن كيان الفصل العنصري الاسرائيلي غير الشرعي يقف في طليعة المذبحة التي ترتكب بحق النساء والأطفال الأبرياء. ولا يمكن لأي نظام آخر أن يتنافس حقاً مع كيان الفصل العنصري هذا في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. فكيف يمكن تفسير القصف المروع للمستشفيات، الذي قُتل خلاله مئات المرضى، أغلبهم نساء وأطفال، تحولت اجسادهم الى فحم؟! لقد ترك كيان الفصل العنصري الاسرائيلي الاحتلالي إرثا من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا توصف. إن التهجير القسري للشعب الفلسطيني، واستمرار احتلال أراضيه، وبناء المستوطنات غير القانونية، والحصار الخانق على غزة، كلها مظاهر لهذا الكيان العنصري، الذي انتهك حقوق وكرامة الشعب الفلسطيني برمته في سعيه لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية.
وقالت: بالإضافة إلى الترويج للعنصرية، بذلت الولايات المتحدة كل ما في وسعها للدفاع عن الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي وقتل النساء والأطفال في القطاع المحاصر. وتتبع أمريكا نفس السياسة بارتكاب الإبادة الجماعية ضد الشعب الإيراني من خلال فرض إجراءات قسرية أحادية وغير قانونية ضده. وتفخر الولايات المتحدة بتقديم كل الدعم الذي يحتاجه كيان الفصل العنصري، بما في ذلك الدعم العسكري والمالي والسياسي. وأعتقد أن السبب وراء إصابة مجلس الأمن بالشلل بدرجة تفوق الخيال أصبح واضحا الآن للجمهور.
واكدت بان جمهورية إيران الإسلامية تؤمن بتعزيز وحماية حقوق الإنسان، وستواصل تعاونها البناء مع آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، فضلا عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.
وختمت كلمتها بالقول: ومع ذلك، فإن استغلال حقوق الإنسان لدوافع سياسية يجب أن يثير قلق جميع الدول الأعضاء. وبدلا من استهداف بلدان معينة بشكل انتقائي لتحقيق مكاسب سياسية، يجب علينا أن نتبنى بشكل جماعي نهجا محايدا للتصدي الحقيقي لانتهاكات حقوق الإنسان على نطاق عالمي.
انتهى ** 2342
تعليقك