وأستعرضت البعثة الدبلوماسية الدائمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة، يوم الأحد، بالتوقيت المحلي، هذه القضية واوضحت مواقفها بشأن استناد طهران على حقها الأصيل بموجب القانون الدولي في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات العسكرية للكيان الإسرائيلي على الأماكن الدبلوماسية لايران في سوريا.
واكدت ان قيام طهران بضرب اهداف في الكيان الاسرائيلي بعشرات الصواريخ والطائرات بدون طيار يأتي اتساقا مع ممارسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحقها الأصيل في الدفاع عن نفسها بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وردا على الاعتداءات العسكرية المتكررة للكيان الإسرائيلي، وخاصة الهجوم الذي شنه هذا الكيان في نيسان/أبريل (قبل اسبوعين) ضد الأماكن الدبلوماسية لايران ، وهو ما يتعارض مع المادة 2 (4) ) للميثاق .
وتابعت إن الإجراء الذي اتخذته جمهورية إيران الإسلامية كان ضروريا ومتناسبا واستهدف أهدافا عسكرية. وقد تم تنفيذ هذا الإجراء على وجه التحديد لتقليل احتمالية التصعيد ومنع إلحاق الأذى بالمدنيين.
وافادت بانه في أعقاب الهجمات الإرهابية والعسكرية الجبانة التي شنها الكيان الصهيوني على المنشآت الدبلوماسية لجمهورية إيران الإسلامية في دمشق، عاصمة الجمهورية العربية السورية، والتي تنتهك بشكل واضح القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، قامت جمهورية إيران الإسلامية على الفور، ومن خلال مراسلة مع مجلس الأمن، وابلغت هذه المؤسسة بالممارسات غير السليمة دوليا للكيان الصهيوني وكذلك حق ايران الأصيل استنادا إلى القانون الدولي في الرد على مثل هذه الهجمات العسكرية الإرهابية.
وتابعت انه في محادثة هاتفية أيضًا مع الأمين العام للأمم المتحدة في 2 أبريل 2024، دعا وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية، أثناء استعراضه للوضع الحالي، إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة والإدانة القوية من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن لهذه الجريمة المروعة.
واضافت ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية، شددت في مراسلاتها الموجهة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، على أن الهجوم الإرهابي والعسكري الذي شنه الكيان الإسرائيلي على المنشآت الدبلوماسية الإيرانية في دمشق يشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وخاصة المادة 2 (4) من هذا الميثاق، فضلاً عن انتهاك سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة أراضيها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن العمل غير القانوني الذي يقوم به الكيان الصهيوني يشكل انتهاكًا صارخًا للمبدأ الأساسي والمعترف به عالميًا المتمثل في حصانة الممثلين والأماكن الدبلوماسية والقنصلية؛ والتي تعتبر حجر الزاوية في العلاقات الدولية.
وافادت بان جمهورية إيران الإسلامية طلبت من مجلس الأمن أن يدين بشدة هذا العمل الإرهابي الإجرامي وغير القانوني، وأن يتخذ تدابير حاسمة ومناسبة لمحاكمة مرتكبيه بسرعة ومنع تكرار مثل هذه الجرائم الفظيعة ضد الأماكن الدبلوماسية لأي بلد.
واعلنت انه على الرغم من طلب روسيا ودعم الصين والجزائر والعديد من أعضاء مجلس الأمن للقيام بواجبه في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وإدانة هذا العمل الشنيع، إلا أن هذه المؤسسة فشلت مرة أخرى، للأسف، في القيام بواجبها في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وسمحت للكيان الإسرائيلي بتجاوز الخطوط الحمراء وانتهاك المبادئ الأساسية للقانون الدولي.
ولفتت الى ان سبب هذا الفشل هو عرقلة الأعضاء الثلاثة الدائمين في مجلس الأمن، أي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، الذين حاولوا منع مجلس الأمن من اتخاذ إجراء ضد الكيان الإسرائيلي لأكثر من ستة أشهر من أجل إعفاء هذا الكيان من أية مسؤولية عن جريمة الابادة في غزة.
واوضحت بعثة ايران انه وفي مواجهة مثل هذا الوضع، لم يكن أمام جمهورية إيران الإسلامية خيار سوى ممارسة حقها الأصيل في الدفاع عن نفسها بناءً على القوانين الدولية؛ وقد تم التأكيد على هذه المسألة في رسالة الأمس التي وجهها الممثل الدائم لايران لدى الأمم المتحدة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام.
واكدت إن جمهورية إيران الإسلامية، باعتبارها أحد الأعضاء المسؤولين في الأمم المتحدة، ملتزمة بالأهداف والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، وتؤكد مرة أخرى التزامها بصون السلام والأمن الدوليين.
واعلنت إن جمهورية إيران الإسلامية، إذ تؤكد مجددا على موقفها الثابت، تعلن أنها لا تسعى إلى تصعيد النزاع في المنطقة أو امتداده واضافت ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اذ تحذر من قيام الكيان الإسرائيلي بأي مغامرات عسكرية أخرى، تؤكد تصميمها الثابت على الدفاع عن شعبها وأمنها ومصالحها الوطنية وسيادتها وسلامة أراضيها ضد أي تهديدات أو أعمال عدوانية، وعلى الرد بشكل حاسم وفق القوانين الدولية على أي تهديد أو عدوان. إضافة إلى ذلك، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس لديها أي نية للصدام مع أمريكا في المنطقة ولكن إذا شنت اميركا عمليات عسكرية ضد إيران أو مواطنيها أو مصالحها، فسوف تحتفظ إيران بحقها الأصيل في الرد بشكل متناسب.
وقالت انه من الواضح للجميع أن الأعمال والجرائم المزعزعة للاستقرار وغير المسؤولة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد دول المنطقة، وخاصة قتل سكان غزة، تشكل تهديدا حقيقيا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين. وإن سياسة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي هي توسيع وتكثيف الصراع في المنطقة من أجل الحفاظ على السلطة. وينبغي لأعضاء مجلس الأمن ألا يسمحوا لهذه المنظمة بأن تكون رهينة لطموحات هذا الكيان العدواني. لقد حان الوقت لكي يفي مجلس الأمن بمسؤوليته ويتصدى للتهديد الحقيقي للسلم والأمن الدوليين. وينبغي لمجلس الأمن أن يفي بسرعة بواجباته بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ردا على خروقات الكيان الإسرائيلي المتهورة وإجبار هذا الكيان الاحتلالي على التقيد بالتزاماته.
انتهى ** 2342
تعليقك