٠٩‏/٠١‏/٢٠١٥، ١١:٣٦ م
رمز الخبر: 81457758
T T
٠ Persons
البیان الختامی للمؤتمر الدولی الثامن والعشرین للوحدة الإسلامیة

طهران/9 كانون الثانی/ینایر/ارنا –أكد المؤتمر الدولی الثامن والعشرون للوحدة الاسلامیة فی بیانه الاختتامی الذی صدر لیل الجمعة علي حرمة الدم المسلم الذی نطق بالشهادتین وان التقریب بین المذاهب الاسلامیة هو السبیل الوحید لتحقیق وحدة الامة الاسلامیة ، وان الاختلاف السیاسی لا یجوز ان یستغل الخلاف العقائدی والفقهی والتاریخی بین المذاهب داعیا الي تعمیم منطق الحوار بین المسلمین علي الاسس الشرعیة.

وفی ختام جلساته أصدر المؤتمر التوصیات التالیة:

أولاً: یؤكد المؤتمرون انطلاقا من مسلمات القرآن الكریم والسنة النبویة الشریفة أن الإسلام جامع لأهل القبلة، ودلیلُه الشهادتان اللتان تعصمان دم الناطق بهما وماله وعرضه، كما یرون أن التقریب بین المذاهب الإسلامیة سبیل مهم لتحقیق وحدة الأمة فی شتي المجالات، وأن المذاهب الإسلامیة التی تؤمن بأركان الإسلام وأصول الإیمان ، ولا تنكر معلوماً من الدین بالضرورة، یؤلف المنتمون الیها بمجموعهم الأمة الإسلامیة الواحدة، وتتكافأ دماؤهم ویسعي بذمتهم أدناهم وهم ید علي من سواهم، ویتعاونون لتحقیق الأهداف الإسلامیة السامیة، وأن الاختلاف السیاسی لایجوز أن یستغل الاختلافات العقدیة أو التاریخیة أو الفقهیة، وأن إثارة أیة فتنة طائفیة أو عرقیة لاتخدم إلا أعداء الأمة، وتحقق خططهم الماكرة ضدها، وتكرس احتلالهم البغیض لأرضها مما ینبغی معه مقاومتها بالوسائل كافة.



ثانیاً: یدین المؤتمرون كل أشكال الاعتداء الصهیونی علي شعبنا الصابر والمثابر والمرابط فی فلسطین وخصوصاً ما یجری من محاولة هدم للمسجد الاقصي ومنازل‌ٍ الفلسطینیین فی مدینة القدس وتهویدها، بالتغییر الدیموغرافی فی أرض فلسطین ومحاصرة هذا الشعب الأبی فی غزة، كما یحیون جهاد الشعب الفلسطینی البطل ومقاومته الباسلة ویدعمون جهود المصالحة بین الفصائل الفلسطینیة وتوحیدها ویؤكدون من جدید علي ضرورة تنفیذ الحقوق الفلسطینیة المشروعة وأهمها حقهم فی تقریر المصیر وإقامة دولتهم المستقلة علي كافة الأراضی الفلسطینیة وعاصمتها القدس الشریف وحقهم فی العودة إلي دیارهم، كما یؤكدون علي ما دعا الیه الامام القائد الخامنئی«حفظه الله» من ضرورة تسلیح شعبنا فی الضفة الغربیة لیدعم قضیة المقاومة ویطالبون المجتمع الدولی بمحاكمة المجرمین الصهاینة ومعاقبتهم علي ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانیة.



ثالثاً: یعلن المؤتمرون أن المقاومة حق مشروع للشعوب، ویستنكرون كل انواع الارهاب المدان إسلامیاً وعالمیاً، سواء كان فردیاً أو جماعیاً أو ما قد تمارسه بعض الدول الكبري تحت غطاء العولمة ودمقرطة البلاد، ویعلنون دعمهم للمقاومة الاسلامیة فی فلسطین ولبنان.



رابعاً: تحقیقاً للوحدة بین أهل القبلة، والتقریب بین أتباع المذاهب الإسلامیة، یدعو المؤتمرون إلي وجوب احترام المسلمین لبعضهم البعض، وإلي ترك البحث فی الأمور الخلافیة للعلماء والخبراء فی بحوثهم العلمیة، وعدم الإساءة والتشهیر بأحد. كما یؤكد المؤتمرون علي عدم جواز توجیه ما یُعدّ انتقاصاً أو إهانة لما یحترمه أی طرف، ویشمل هذا بوجه خاص عدم جواز انتقاص آل البیت الطاهرین أو أمهات المؤمنین أو الصحابة الكرام أو أئمة المسلمین، بالنیل منهم، أو التعرض لهم بأی نوع من أنواع الإساءة القولیة أو الفعلیة، وعدم جواز استباحة المساجد و دور العبادة وكذلك الحسینیات والزوایا والمراقد. وفی هذا السیاق یثمن المؤتمرون الفتوي التاریخیة التی اصدرها سماحة الامام الخامنئی قائد الثورة الاسلامیة بخصوص تحریم النیل من رموز المذاهب الاسلامیة والإساءة لأمهات المؤمنین، والتی لاقت الترحیب الواسع من لدن كبار علماء الأمة والأوساط الدینیة والأزهر الشریف.



خامساً: یؤكد المؤتمرون أن الأمة الإسلامیة تواجه تحدیات كبري تستهدف عقیدتها وشخصیتها وثقافتها ومقومات وجودها ودورها الحضاری المنشود وتتعرض لمؤامرات لتمزیقها جغرافیاً، ولغویاً، وقومیاً، ومذهبیاً، بل وتاریخیاً. كما تسعي لإبقائها متخلفة علي الصعد الاجتماعیة والعلمیة والاقتصادیة والعسكریة وغیرها. وتخطط لإبعادها عن إسلامها والتشكیك فی قدرته علي مواجهة المشاكل الحیاتیة المستحدثة، وإشاعة السلوكیات المادیة المنحرفة عما رسمته الشریعة، وزرع حالة التقلید والتبعیة للغرب والانبهار به. وإشغالها بالحروب الطائفیة والعرقیة وإبعادها عن مسارها المقاوم وهذا ما نشاهده فیما تقوم به المجموعات التكفیریة المسلحة فی نقاط مختلفة من العالم الاسلامی وكذلك عبر إضعاف التربیة والتعلیم الإسلامیین والتشكیك فی قدرتهما علي النهوض بالأمة، واختراق الإعلام الإسلامی بإشاعة روح الهزیمة والإذعان والانحلال الخلقی لئلا یقوم بدوره المطلوب فی وأد الفتن والتوعیة وبناء الشخصیة الاسلامیة المتوازنة.



سادساً: یري المؤتمرون أن هناك حاجة ماسة لوضع خطط تفصیلیة لتحقیق التقریب بین المذاهب الإسلامیة فی المجالات التالیة:

أ- رفع مستوي الوعی لدي المسلمین فی مختلف المجالات وبخاصة فی مجال فهم الإسلام وتعالیمه وأهدافه وفهم الواقع القائم علي مختلف الأصعدة.

ب – مطالبة الدول الاسلامیة بتطبیق الشریعة الإسلامیة فی كل مجالات الحیاة.

ج – تفعیل العملیة التعلیمیة والتربویة الشاملة لمختلف قطاعات الأمة وفق تعالیم الإسلام.

د– الاستفادة الأنجع من الإمكانات السیاسیة والاقتصادیة والجغرافیة، والطاقات العلمیة للأمة وتعبئتها لتحقیق الأهداف الكبري ومقاومة التحدیات.

هـ- مساعدة الأقلیات الإسلامیة فی أنحاء العالم علي الاحتفاظ بهویتها وأداء شعائر دینها وتفعیل دورها فی المجتمع، مع مراعاة حقوق غیر المسلمین فی المجتمع الاسلامی.

و ـ تربیة الجیل الاسلامی علي ثقافة المقاومة والعزة وتشكیل بناء مستقبلی أفضل مع التأكید علي الدور الایجابی للنساء والشباب وسائر فئات المجتمع.



سابعاً: یدعو المؤتمرون إلي الابداع فی مجال الفكر المؤدی إلي التقریب من خلال مایلی:

1 – تعمیق المنهج الوسطی فی فهم الشریعة النابع من الكتاب والسنة الشریفة .

2- مراعاة فقه الأولویات، ومعرفة المآلات، ومراعاة الظروف المتغیرة عند اتخاذ المواقف الشرعیة.

3- مراعاة مقاصد الشریعة الثابتة، وخصائص الإسلام العامة.

4- إحیاء علم المقارنات و علم الخلاف.

5- الاهتمام بالتعمق فی فكر التقریب فی مختلف البحوث والدراسات ولاسیما الفقهیة منها.



ثامناً: وعلي الصعید العملی یقترح المؤتمرون مایلی:

1 - تعمیم منطق الحوار بین المسلمین علي الأسس الشرعیة.

2- تقویة نشاطات لجنة المساعی الحمیدة ولجانها الفرعیة لتحقیق حالة التصالح بین المسلمین وحل أزماتهم. والقیام بدور الوساطة بین الحكومات والشعوب والفئات لتقریب وجهات النظر والوصول الي حل اسلامی سلمی للمشكلة فی سوریا والبحرین والعراق ومیانمار وسائر مناطق النزاع والخلاف.

3- تشجیع الدراسات التقریبیة فی الجامعات عبر فتح الأقسام الجامعیة فی هذا التخصص وتشجیع الرسائل العلمیة وتقویة التبادل التخصصی .

4- ضبط عملیة الفتوي وفق الضوابط التی أقرتها المجامع والمصادر الفقهیة.

5- تشكیل لجنة من القانونیین تتبني متابعة حقوق متضرری التطرف والتكفیر والارهاب.

6- تشكیل لجنة من المفكرین تقوم بإعداد برامج و خطط لضمان سلامة الاسرة المسلمة والدفاع عن حقوقها وخاصة حقوق المرأة والطفل وفقاً للقیم الانسانیة والشریعة المحمدیة.



تاسعاً: یعلن المؤتمرون أن الدعوة إلي التقریب لاتعنی التعصب المذهبی ولاتسعي الي نشر مذهب بین أتباع مذهب آخر وأن ما تروجه بعض الجهات من محاولات تشییع اهل السنة او تسنین الشیعة لایقصد منه إلا إثارة الفتن بین المسلمین وتوسیع دائرة الخلاف بین صفوف الأمة.



عاشراً: یدعو المؤتمر العالم الاسلامی وشعوب المنطقة لتوحید صفوفها فی مواجهة حركات التطرف والتكفیر ودعم المقاومة الجماهیریة فی العراق وسوریا حتي استتباب الامن والاستقرار فی هذین البلدین.



حادی عشر: یدعو المؤتمرون الي تضافر الجهود من اجل اغاثة المهجرین والمتضررین من عصابات التطرف والتكفیر فی مختلف مناطق العالم الاسلامی خاصة العراق وسوریة.



ثانی عشر: یدعو المؤتمرون الأخوات المسلمات ممن یتمتعن بالقدرة العلمیة الي المساهمة بأبحاثهن وآرائهن فی انجاح الدعوة الي التقریب وأن یكون لهن دورٌ اكثر فاعلیة فی مؤتمرات الوحدة الاسلامیة ونشر الوعی التقریبی بین المجتمعات الاسلامیة.



ثالث عشر: یري المؤتمرون أن المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة قام – خلال مسیرته التی دامت حوالي ثلاثین عاماً – بأدوار مهمة لتحقیق ما مرّ فی المواد السابقة بشتي الوسائل المتاحة. والمؤمل رفع بعض المعوّقات والنواقص التی تحول دون التسریع فی تحقیق الاهداف المنشودة.



رابع عشر: یدعو المؤتمر المجلس الأعلي والأمانة العامة للمجمع لدراسة تقییمات اللجان و توصیاتها، وكذلك دراسة مقترحات اللجان الدائمة للجمعیة العمومیة، والاتحاد العالمی لعلماء المقاومة.



خامس عشر: یؤكد المؤتمرون علي أن القرآن الكریم والسنة النبویة الشریفة حققا للأمة الاسلامیة أجواءً انسانیة حضاریة رائعة، وأشاعا العقلانیة وروح الحوار البناء، وحریة الاجتهاد بضوابطه الشرعیة، وغرسا روح الأخوة والوحدة بعد أن وضحا خصائص الأمة الاسلامیة ورسالتها السامیة إلي العالم كله ومن ثم كان تعدد المذاهب حالة طبیعیة لها أثرها الإیجابی فی تنوع الحلول للمشكلات علي ضوء أحكام الشریعة الإسلامیة وأصولها.



سادس عشر: یري المؤتمرون أن الأهواء والنزعات السیاسیة، وشیوع حالات التعصب، وجهل بعض أتباع المذاهب بحقیقة المذاهب الاخري انحرفت بالحالة السویة تلك إلي حالة طائفیة ممزقة سادتها ظاهرة الغلو والتكفیر والتطرف والتنافر والتمزق ونقل النزاع الفكری إلي الساحة العملیة مما ترك آثاراً سلبیة خطیرة علي قوة الأمة وتماسكها وسهل السُبل لیقوم اعداؤها بطعنها فی صمیم عقیدتها وتوجهاتها النظریة والعملیة الأصیلة.



سابع عشر: یحیی المؤتمرون جهاد الشعب الإیرانی وقیادته فی سبیل تطبیق شرع الله فی مختلف مناحی الحیاة، ویدینون كل تآمر علي هذه المسیرة الخیرة، كما یعلنون دعمهم لموقف الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی تطویر قدراتها النوویة للأغراض السلمیة ویدینون كل الأسالیب الملتویة التی تحاول منعها من الاستفادة من حقوقها المشروعة التی تكفلها لها المعاهدات والقرارات الدولیة. ویدعون بلدان العالم الإسلامی إلي الاستفادة من هذه التجربة.



ثامن عشر: یشید المؤتمرون بجهود رواد التقریب والوحدة الإسلامیة كالسید جمال الدین الحسینی والامام الشیخ محمد عبده والامام الشیخ محمود شلتوت و الامام البروجردی والامام الخمینی والامام المودودی والامام كفتارو والامام الشیخ سعید شعبان «رحمهم الله» والامام المغیب السید موسي الصدر والامام الخامنئی «حفظه الله ورعاه».



تاسع عشر: یؤكد المؤتمرون علي أن المذاهب الإسلامیة الثمانیة كلها مذاهب إسلامیة والمنتمی الي أی منها یعتبر مسلماً، له ما للمسلمین وعلیه ما علیهم، ویؤكدون علي المواقف التی صدرت من مراجع الدین السنة والشیعة وخاصّة أئمة الازهر الشریف ومراجع الدین فی قم المقدسة والنجف الاشرف بشأن ضرورة الاجتناب عن كل ما یؤدی إلي تمزیق الصف الإسلامی ویشجبون كل ألوان التكفیر والدعوة الي الاعتداء علي دماء المسلمین واعراضهم واموالهم.



عشرون: یشكر المؤتمرون الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وقائدها الإمام الخامنئی(دام‌ظله)، كما یشكرون المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة علي إقامة هذا المؤتمر المبارك واستضافته، ویرون فی إقامة أمثال هذه اللقاءات خیراً كثیراً.



وقد عقد المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة بمناسبة أسبوع الوحدة الإسلامیة فی ذكري میلاد الرسول الأكرم(صلي الله علیه وآله وسلم) والإمام جعفر الصادق(علیه السلام)،مؤتمره الدولی الثامن والعشرین للوحدة الإسلامیة بطهران من 15-17 ربیع الأول 1436هـ الموافق 7-9 ینایر/كانون الثانی 2015م بحضور مئات الشخصیات الدینیة والنخب العلمیة من الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ومن سائر أنحاء العالم.

وتدارس المؤتمرون موضوع المؤتمر علي مدي ثلاثة أیام وفی خمس عشرة جلسة عمل ومن خلال عرض أكثر من مائة بحث وكلمة. هذا وقد تناول المشاركون حسب اختصاصهم الموضوعات المستجدة فی مجالات التجارة والاعمال ، وشؤون الشباب وطلبة الجامعات، والاحزاب السیاسیة والنساء والأساتذة والجامعات، والاعلام فی إطار لجان تخصصیة مستقلة، فضلا عن دراسة الأزمات الراهنة فی عالمنا الاسلامی فی لجنتی المساعی الحمیدة والجمعیة العمومیة لمجمع التقریب وبالتالی اللجنة الخاصة بالاتحاد العالمی لعلماء المقاومة وذلك للوصول الي حلول واقعیة لها.

انتهي**1462
٠ Persons