تغيير الوزير الأول كان ضروريا بالنظر إلي التحديات الراهنة

وقال صديق شهاب الرجل الثاني في حزب أحمد أويحيي، في مقابلة مع مراسل إرنا بالجزائر، إن المرحلة القصيرة التي سير فيها عبد المجيد تبون 'اتسمت بنوع من التسرع والارتجال في أخذ المواقف، والعشوائية في أخذ بعض القرارات'، معتبرا أنه 'كان لازما أن نراجع الوضع، بالنظر إلي المرحلة التي تمر بها البلاد داخليا وإقليميا، ولأن التحديات والمواجهات المنتظرة تتطلب من أي مسؤول كان في أي مستوي كان أن يتحلي بالرزانة والحكمة والتبصر، عوض التهور والتسرع'.
وأكد صديق شهاب أن للوزير الأول الجديد أحمد أويحيي 'كل المواصفات لرفع هذا التحدي'، مشيرا إلي أن :'له تجربة وحنكة، وسبق له وأن سير البلاد في ظروف صعبة وصعبة جدا كانت نار الفتنة والإرهاب مشتعلة والضحايا بالمئات، وكان آنذاك سعر البترول نزل إلي 9 دولارات، وكانت الجزائر في شبه عزلة تامة عن العالم، ولم تجد إلا نادرا بعض الأصدقاء للوقوف إلي جانبنا'.
وأضاف صديق شهاب أن أويحيي آنذاك 'أثبت شجاعته بالدرجة الأولي، وصرامته بالدرجة الثانية، ولكن أثبت أيضا حكمته وتبصره'.
وبحسب صديق شهاب، فإن للوزير الأول الجديد 'كل هذه المواصفات من كونه إنسان متزن وغير متهور و رزين وله الخبرة والكفاءة اللازمة لتسيير المرحلة'.
وعن اختيار الرئيس بوتفليقة لأمين عام حزب سياسي لقيادة الحكومة بدل رجل تكنوقراطي، قال صديق شهاب: أنا لست ميالا لمثل هذه الأوصاف، خاصة وأن الحكومة التكنوقراطية ليس لها معني كبير'، مضيفا أن 'الحكومة يجب أن تكون سياسية بامتياز، ولا يجب أن نوكل مستقبل البلاد للتكنوقراطيين والبيروقراطيين'.
في هذا السياق أكد صديق شهاب أن 'السياسة تصنع بالسياسيين، ومنصب وزير أول منصب سياسي محض'.
غير أن صديق شهاب استطرد بأن اللون السياسي لا يجب أن يؤثر علي عمل الحكومة، قائلا: 'إننا منضوون تحت لواء رئيس الجمهورية الذي له الشرعية الكاملة، وبالتالي نحن كحلفاء ملزمون بتطبيق البرنامج الذي انتخب من أجله والتزم به مع الشعب. والسيد أحمد أويحيي أو غيره أو كل من يقبل بهذه المسؤولية لابد عليه أن يلتزم بتطبيق برنامج رئيس الجمهورية'.
وخلص صديق شهاب إلي أن 'التيار الوطني هو الحاكم في الجزائر منذ الاستقلال إلي يومنا هذا. فتعددت الأسماء والفكرة والأهداف واحدة'.
وعن البرنامج الذي سينزل به الوزير الأول إلي البرلمان للمصادقة عليه، قال صديق شهاب إنه 'لا وجود لبرنامج جديد، فالبرنامج هو برنامج الرئيس المتمثل في بناء مجتمع منسجم وآمن، واقتصاد منتج وتنافسي، هذه هي المحاور الكبري للبرنامج'، بالإضافة إلي أشياء جميلة أتي بها الرئيس بوتفليقة مثل المصالحة الوطنية والوئام المدني، والحمد لله الجزائر اليوم تزخر باستقرار وأمن ونكاد نقضي علي آفة الإرهاب، وهناك نوع من الطمأنينة والأمن وهذا شيء مهم جدا'.
كما أشار صديق شهاب إلي مهمة أويحيي في 'الحفاظ علي الانسجام الوطني الذي نعمل دائما علي تحسينه وتعزيزه، ليبقي دائما هدفا مستمرا، و الإبقاء علي الوظيفة الاجتماعية للدولة، من تحقيق المساواة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي'، معتبرا أن 'ذلك لا يتأتي إلا إذا كان هناك اقتصاد منتج'.
في هذا السياق قال صديق شهاب 'نحن منذ الوهلة الأولي كان اقتصادنا مبنيا علي الريع، وكانت هناك محاولات عديدة للتخلص من هذه التبعية. الآن رئيس الجمهورية طرح ما يسمي بالنموذج الاقتصادي الجديد'.
وبحسب صديق شهاب، فإن الاختلاف الذي سيكون بين الوزير الأول السابق والوزير الأول أحمد أويحيي في تطبيق برنامج الرئيس لن يكون في الجوهر، إنما في التصور والمنهجية والطريقة وفي المقاربات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهنا كل مسؤول وله تصور. أما المنتهي والمبتغي واحد ينبع من فكرة وفلسفة برنامج رئيس الجمهورية'.
وعن مصير الفكرة التي طرحها الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون خلال عرضه لبرنامج الحكومة التي مفادها 'فصل المال عن السياسة'، قال صديق شهاب إن الحزب الذي يقوده أحمد أويحيي (التجمع الوطني الديمقراطي) كان 'أول من ندد بدخول المال الفاسد في خدمة السياسة الفاسدة، وأول من ندد ببروزه بطريقة غير طبيعية'، معتبرا العبارة التي أطلقها عبد المجيد تبون 'شعارا ديماغوجيا للاستهلاك ليس إلا'.
وأكد صديق شهاب أن موقف الحزب في هذه المسألة واضح، 'غير أننا نجتنب الخلط والعشوائية في تحديد المفاهيم ووضع المصطلحات، لأن المال حقيقة ورجال المال حقيقة والاستثمار ضروري والجزائر لم تعد لها الإمكانيات لأن تطور الاقتصاد الوطني وتطور البلاد بالاستثمارات العمومية فقط، فلابد من تنويع الاستثمار وفتح المجال للخواص الوطنيين والأجانب حتي يستثمرون'.
وأضاف صديق شهاب قائلا: رؤيتنا نحن هي كيف نحدد هذه الأشياء بتطبيق القانون، وبالعمل دون هوادة وفي كل الظروف علي بسط دولة القانون، ويبقي القانون هو الفاصل. المال مال والسياسة سياسة، هذا لا يعني أن ليس هناك ربط باعتبار أن المال هو ركيزة الحياة'.
انتهي**472**2041** 2342