وسيواجه استمرار وتیرة عملیة المفاوضات، تحديات إذا لم تظهر الأطراف الغربیة رغبتها في دفع المفاوضات الی الامام على الرغم من أن الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لم تحدد موعدًا نهائيًا للمفاوضات وأنها حاضرة فيها بهدف الوصول إلى اتفاق نهائي.
وکان قد أدانت إدارة بايدن ، الإدارة الأمريكية السابقة لانسحابها أحادي الجانب من الاتفاق النووي ، لکنها فشلت حتى الآن في اتخاذ أي إجراء مناسب للتعويض عن أخطاء الماضي ولم تتغير سياسة الضغط الأقصى التي تستخدمها واشنطن ضد طهران و فرض الحظر على الدول التي ترغب في إقامة العلاقات التجارية مع ایران في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.
وقد أتيحت الفرصة للغرب للتوصل إلى نتيجة في المفاوضات لكن الاطراف الغربية حاولت فرض مطالبها على إيران من خلال اللجوء الى تكتيك تحديد الموعد النهائي ولعبة إلقاء اللوم على ايران.
وطرح الغربیون مصطلح "الهروب النووي" او " اختراق الوقت " دعما لمطالبهم بشأن "تحديد موعد نهائي في المفاوضات "،و تزعم الاطراف الغربية أن إطالة أمد المفاوضات سيمنح إيران الفرصة اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وتجدر الاشارة إلى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وبناء على مبادئها الاسلامية والدينية ووفقا لفتوى سماحة قائد الثورة الاسلامية لم تسع ابدا وراء امتلاك اسلحة الدمار الشامل.
وفنّدت ايران باستمرار المزاعم الغربية بأنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية. وأكدت بصفتها دولة موقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) وعضواً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن لها الحق في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.
إضافة إلى ذلك، زار مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنشآت النووية الإيرانية عدة مرات، لكنهم لم يعثروا على أي دليل على أن برنامج الطاقة النووية السلمية للبلاد ينحرف باتجاه الأغراض العسكرية.
وقال مدير برنامج برنشتاين في معهد واشنطن "سايمون هندرسون" ان مصطلح "وقت الاختراق" غالبًا ما يستخدم في المناقشات حول برنامج إيران النووي ، لكن معناه ونتائجه غالبًا ما تكون غير واضحة أو متناقضة مضيفا يمكن استخدام مصطلح "الهروب النووي " عندما تتخلی دولة ما عن التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بهدف الحصول على سلاح نووي.
واكد: حتى لو حصلت دولة ما على ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب ، فإنها لا تستطيع ان تصنع قنبلة ذریة یحمل رأس حربي نووي كما لا يمكن صنع القنابل الذرية بدون الاختبارات اللازمة.
وقال سهل شاه، زميل السياسات في شبكة القيادة الأوروبية: "وقت الاختراق " هو اسم اللعبة عندما يتعلق الأمر بالمقاييس المتعلقة ببرنامج إيران النووي، لكنه محدود الفائدة لأنه لا يشمل الوقت الذي سيستغرقه تصميم أو تصنيع أو تجميع مكونات القنابل.
وقال المفاوض النووي الروسي، ميخائيل أوليانوف لمجلة فورين بوليسي: "ما يسمى بوقت الاختراق، إنه مفهوم أمريكي. نحن لا نشاركه إطلاقا". وأضاف: "حتى لو كان الايرانيون ينتجون كمية كبيرة من المواد النووية، ما معنى ذلك؟ لا يمكن استخدامها بدون رؤوس حربية، والإيرانيون ليس لديهم رؤوس حربية.
الملفت ان المفاوضات دخلت مرحلة ضياع الوقت بسبب مماطلة الأطراف الغربية وهذا هو أسلوب الأطراف الغربية التي تحاول عادة وضع الطرف الآخر تحت أكبر قدر ممكن من الضغط اثناء المفاوضات لانتزاع التنازلات منه. وإذا استمرت الظروف على هذا النحو ، فقد يضطر صناع القرار في ایران إلى إعادة النظر في اﻻﺳتراﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺿﻴﺔ.
ولیعلم الجمیع أن إيران سترد على لعبة اللوم التي بدأتها الدول الغربية ، وخاصة فرنسا وبريطانيا .
والموضوع الذي يحظى باهمية هي ان سياسة الصبر الاستراتيجي الذي اعتمدتها ايران لن تستمر الى الابد وعلى الاطراف الغربية التحرك في اتجاه بناء بدلا عن السعي وراء انتزاع التنازلات من ايران تماشيا مع سياسة امريكا المتمثلة في ممارسة الضغط القصوى.
ولقد أثبتت ایران انها تتحلى بالحكمة والبصيرة والشجاعة خلال المفاوضات والآن حان الوقت للغرب أن يتخلی عن المفاهيم الخاطئة والأحكام المسبقة ویجب علیه ان يعتمد اجراءات ذات مصداقية لتسريع وتیرة المفاوضات.
انتهی ** 3280
تعليقك