وتطرق موفد وكالة ارنا الى فيينا الى الاسباب التي تقف وراء تقدم المفاوضات ببطء وقال هناك عدة عوامل يمكن الاشارة اليها في هذا المجال بما فيها خيانة ثقة ايران والشكوك التي تحوم حول وعود الاطراف الغربية.
هناك اجواء من الشك تخيم على المفاوضات والتي تفوق تلك التي كانت سائدة في العام 2015 عند التوصل الى الاتفاق النووي حيث ان الاطراف الغربية اتهمت ايران خلال الجولات السابقة من المفاوضات بالخداع وكذلك تجاهل سبعة من القرارات التي اصدرها مجلس الامن بينما ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اثبتت بعد تنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) انها ورغم التاكيد على مواقفها في المفاوضات مازالت ملتزمة بتعهداتها ومسؤولياتها وهذا ما يؤكد عليها 14 تقريرا اصدرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية باعتبارها الجهة المعنية بالاشراف على التزام ايران بتعهداتها في الاتفاق النووي.
ولفت موفد ارنا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اعتمدت سياسة "الصبر الاستراتيجي" وكانت ملتزمة بتعهداتها بعد عام من انسحاب امريكا من الاتفاق النووي وذلك بهدف توفير فرصة للدول الاوربية التي وعدت بالتعويض عن الاثار الناجمة عن الانسحاب الامريكي إلا ان ايران وبعد ما لم تشهد اي تحرك من جانب تلك الدول اعلنت انها ستخفض تعهداتها تجاه الاتفاق النووي بشكل تدريجي ولكن يمكن التراجع عن هذا الاجراء.
وتم خفض ايران تعهداتها على اساس مضمون الاتفاق النووي وتحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
والان تجری المفاوضات فی فیینا رغم مساعی الاطراف الغربية لاثارة الاجواء السلبية ضد ايران والايحاء بان ايران هي مسؤولة عن الوضع الحالي غير ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدرك مسؤوليتها وهي الجانب الذي يطرح مطالبه واتخذ جانب الحيطة والحذر في المفاوضات الحالية لان القرار الذي اتخذه الرئيس الامريكي السابق للانسحاب من الاتفاق النووي يمثل خيانة كبيرة ضد ايران والايرانيين.
وکان كبير المفاوضين الايرانيين علي باقري كني قد اعلن قبل انطلاق المفاوضات ان التجربة اثبتت ان الغرب ليس بصدد تنفيذ الاتفاق بل يبحث عن الاعلان عن التوصل الى اتفاق لجلب انتباه الراي العام كي يتمكن من خلاله عدم تنفيذ الاتفاق باي طريق وبشكل خفی.
والان وبعد مرور شهر من انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات في فيينا والقبول بمطالب ايران كمبدأ المحادثات، اعلنت المصادر المطلعة المعنية بالمفاوضات انها ماضية الى الامام وان الوفود المشاركة في المفاوضات تعمل على التوصل الى اتفاق نهائي.
مفاوضات فيينا فرصة جديدة امام اوروبا وامريكا لكسب ثقة ايران
والحقيقة ان المفاوضات الجارية تمثل فرصة جديدة امام اوروبا وامريكا كي تتخذا خطوة فاعلة على ارض الواقع لكسب ثقة الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد اربعة سنوات من نكث العهود وهذا في حين ان الولايات المتحدة الامريكية التي اعلنت منذ بدء المفاوضات بانها تملك نوايا حسنة ومستعدة لالغاء الحظر،لم تتخذ اي خطوة فاعلة لتحقيق ذلك فحسب بل فرضت عقوبات جديدة على ايران وهددتها بانه في حال استمرار التقدم النووي ستلجأ الى الية اسنب بك او الية الزناد؛ الادعاء الذي تدرك امريكا جيدا لا يحق لها استخدام هذه الالية كونها انسحبت من الاتفاق النووي إلا انها ومن خلال هذه التهديدات ستضر بالثقة السائدة في هذه الجولة من المفاوضات.
الملفت ان وفد الجمهورية الاسلامية الايرانية حضرت المفاوضات بارادة جادة بهدف التوصل الى اتفاق نهائي وتؤكد اذا تمتلك الاطراف الغربية ارادة جادة سيمكن التوصل الى اتفاق مرضي.
والموضوع الذي يحظى باهمية هي ان سياسة الصبر الاستراتيجي الذي اعتمدتها ايران لن تستمر الى الابد وعلى الاطراف الغربية التحرك في اتجاه بناء بدلا عن السعي وراء انتزاع التنازلات من ايران من خلال سياسة امريكا المتمثلة في ممارسة الضغط القصوى.
في هذه الاجواء تسطيع الاطراف الغربية ان تمهد الارضية للتوصل الى اتفاق نهائي من خلال الافادة من الامكانيات التي توفرها القانون الدولي وبمساعدة منظمات دولية بما فيها مجلس الامن وكذلك استخدام اليات التبادل المصرفي.
وکان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اکد امس الجمعة إن الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا وضعت التفاوض في المسار الصحيح، مؤكدا أولوية رفع العقوبات كافة عن طهران في إطار أي اتفاق. وأضاف أن من الممكن الوصول إلى اتفاق جيد إذا ما امتلكت الأطراف الغربية النية والإرادة لذلك، مشيرا إلى أن رفع العقوبات يعني رفع جميع أشكالها التي نصّ عليها الاتفاق النووي، وتقديم ضمانات بعدم فرض أي عقوبات جديدة بعد رفعها.
انتهى**1110
تعليقك