نشيد "سلام فرمنده" سرعان ما وصل إلى لبنان بنسخته الأصلية ولغته الفارسية المحببة، تلقفتها جمعية "كشافة الإمام المهدي (عج)" مقتبسة منه نسخة لبنانية، تحاكي الأصل بكلماته ولحنه وحتى أدائه.
أيام معدودات تحول النشيد إلى فعاليات شعبية ضخمة نظمها حزب الله على شكل تجمعات شارك فيها عشرات الآلاف، انتشرت في مختلف المناطق اللبنانية، وامتدت من الضاحية الجنوبية إلى صور والنبطية وبنت جبيل جنوبًا إلى البقاع شرقًا وشمالًا.
هذه الفعاليات كان من المخطط لها أن تقتصر على الكشفيين فتية وفتيات، وأطفال المدارس، إلا أنها لاقت حماسة غير عادية لدى الصغار والكبار، وحتى الشيوخ والكهول والنساء، شاركوا، أدوا التحية لإمامهم المنتظر، أنشدوا "سلام يا مهدي"، "لا خير في حياة دون هواك"، عاهدوا السير في خط روح الله، ومقاومة الطغاة، أقسموا بعباس الموسوي وراغب حرب والحاج قاسم وعماد أنهم على العهد باقون.. أوفياء للقائد الخامنئي ولدماء الشهداء، ينتظرون لقيا الإمام، حملوا معهم حنينهم والأشواق والأحلام.
النشيد الوجداني بات على ألسنة اللبنانيين من مختلف الأعمار، أينما نتوجه نسمع أشخاصًا يرددون كلمات نشيد التحية، أو يستمعون إلى تسجيلات للنشيد في الشوارع والبيوت والسيارات.. الكل يردد "سلام يا مهدي".
الشيخ عبد المنعم قبيسي يلفت إلى أن النشيد جاء بتوجيه من سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي للفنانين الإيرانيين حيث طلب منهم أن يعملوا عملًا يحرك فطرة الأجيال والناشئة. مشيرًا إلى أن الرجال والكبار بالسن تحمسوا للنشيد أكثر من الصغار.
يقول الشيخ قبيسي: "المحللون الذين يشتغلون في الكواليس لإدارة الفساد العالمي الآن يبكون، يرون أن أنشودة "سلام فرمنده" مسحت كل شي اشتغلوه لإفساد الأجيال.
يرفض الشيخ قبيسي تسمية الأنشودة بأنها "أغنية" يوضح بالقول: "هي هجوم صاروخي مضاد يعطل كل أجهزة فيروس الفساد الذي يعملون عليه في الغرف السوداء منذ سنوات.
بدوره يقول الشيخ نزيه فياض رئيس جمعية "كشافة الإمام المهدي (عج)" التي تلقفت النشيد وتولت تحويله إلى نسخة لبنانية، في حديث لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء – إرنا: "إن نشيد سلام فرمنده، أحدث خرقًا كبيرًا على المستوى الروحي والوجداني والعاطفي عند جيل الناشئة وحتى عند الكبار، داخل إيران وخارجها، وهذا ما عبرت عنه التجمعات الكبرى التي حصلت والكليبات التي انتشرت في أكثر من دولة عربية وإسلامية لذلك كان من الطبيعي أن تبادر "كشافة الإمام المهدي (عج)" التي ضم أكثر من 75 ألف كشفي في لبنان، وهي التي تحمل اسم الإمام (ع)، إلى اتخاذ خطوات لإعداد نسخة لبنانية تليق بهذا النشيد".
ويضيف الشيخ نزيه فياض في حديثه لوكالة "إرنا": "قمنا بإعداد وكتابة النص بمشاركة عدد من الشعراء واخترنا النص الأنسب وبذلنا جهودًا مضنية في موضوع التوزيع الموسيقي، لكي نحافظ على اللحن الإيراني لنشيد "سلام فرمنده"، بما يتناسب مع الجملة العربية".
ويوضح الشيخ فياض: "بعد صدور عدد من النسخ في الدول الأخرى، أصبحنا تحت ضغط المطالبة بإنتاج نسخة تليق بالنشيد وبلبنان والقدرات الفنية الموجودة لدينا، ولذلك عملنا على الإسراع في انتاجها أولًا بنسخة سمعية، تم تسجيلها وعرضها وتوزيعها بهدف تعريف الناس عليها وتحفيظها لجيل الناشئة والتفاعل مع النشيد قبل إصدار النسخة البصرية.
ويؤكد الشيخ فياض أن نشيد "سلام فرمنده" أثار وجدان وعواطف الناس وشكل انتاجه وإنشاده واطلاقه ما يشبه موجات التسونامي العاطفي، وقال: "نحن كمؤسسة تربوية معنية بالناشئة والاستقطاب شكل بالنسبة لنا فرصة وبابًا يرًا لإيجاد وصناعة عمل في لبنان، يحاكي هذا العمل في المحتوى والشكل، فاللحن كان جميلًا جدًا وخارق، لذلك حافظنا عليه، وبالمحتوى أيضًا حافظنا على المضمون
العام للنشيد الإيراني لكن طعمناه بأيقونات لبنانية وجعلنا من هذا النشيد امتدادًا لنشيد "سلام فرمنده"".
وعن الهدف من انتاج نسخة لبنانية عن نشيد "سلام فرمنده" يقول الشيخ نزيه فياض: لم يكن هدفنا مجرد انتاج مشهدية أو كليب وصوت جميل، وإنما تفعيل قضية الإمام المهدي (عج) وتعلق الناس بإمامهم والسلام عليه ومخاطبته ومناجاته ومعاهدته من قبل الأجيال الصاعدة ".
وعن سبب الانتشار السريع للنشيد قال الشيخ فياض: "هذا الجو العاطفي والروحاني والوجداني الذي أنشأه نشيد "سلام فرمنده" هو سبب هذا الانتشار السريع وهذا التطلع في قلب كل إنسان وخاصة هؤلاء الناشئة الذين يطوقون لهذا الإمام".
وكشف الشيخ فياض عن فعاليات ونشاطات تعدها جمعية "كشافة الإمام المهدي (عج)" وحزب الله لتجمعات بشرية جديدة في مناطق لبنانية مختلفة تتمدد شمالًا وبقاعًا بعد التجمع الضخم الذي تم تنظيمه الأربعاء في الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيرًا إلى رمزية بعض المناطق التي ستشهد تجمعات كبيرة أيضًا.
وقال في هذا السياق: "طموحنا الأساس هو الوصول إلى أكبر تجمع في بيروت، ونطمح بعقد تجمعات أخرى في البقاع والشمال وكل مكان فيه محبين وموالين للإمام سيكون فيه تجمع."
ويرى الشيخ فياض في حديثه لوكالة "إرنا" أن نشيد "سلام فرمنده" شكل فرصة رائعة جدَا للاستفادة منها باتجاه ثقافي، روحي، وجداني، ربوي، استقطابي، يربط الأجيال القادمة بإمام الزمان، معتبرًا النسخات: العراقية والبحرينية والأفغانية والباكستانية للنشيد هي "عبارة عن موجات من التفاعل مع هذا النشيد مما حوله إلى نشيد عالمي".
وعن الرسالة التي يحملها نشيد "سلام يا مهدي" يقول الشيخ فياض: "رسالتنا وهدفنا أن يتم ربط هذه الأجيال الصاعدة بإمامها الحقيقي إمام الزمان (عج) وزيادة تعلقها بالإمام وإيمانها بأن هذه المسيرة لها إمام حاضر يبارك أعمالها، وكذلك وتعزيز الهوية والانتماء الجامع للكل.. هذا ما أردناه من هذه الحشود".
يضيف: "الرسالة الأساسية من هذا النشيد هي أن قضية الإمام المهدي عليه السلام هي قضية المخلص والمنقذ المنتظر من قبل الناس وحاجتهم له وإشعارهم أن الخلاص لا بد قادم معه وأن العدالة يجب أن تتحقق معه.
فعاليات
تأثيرات نشيد "سلام فرمنده" دفعت بعض اللبنانيين إلى مشاركات فردية بفاعليات النشيد، تمثلت بشعارات وعبارات وجدانية تعلق على أبواب البيوت، منها "أهل هذا البيت نتظرون صاحب الزمان" (ع)، ومنها أيضًا: "اللهم اجعله بيتًا إذا رآه المهدي تبسم"، هذه الفعاليات يجري ترويجها عبر سائل التواصل الاجتماعي، ويطلب مروجوها من المواطنين تعليقها على أبواب بيوتهم الخارجية.
كلها تأتي
ويتابع رئيس جمعية "كشافة الإمام المهدي": "نحن نطمح ألا يقتصر النشيد على هذا العمل الذي حدث بل أن يكون هناك تفاعل بينه وبين الناس وأن ينتقل من بلدة إلى بلدة ومن قرية إلى قرية وأن يكون تجمعات أخرى وأن يكون لكل نسخته المصغرة الخاصة، من نفس هذا النشيد الذي شاركوا فيه في التجمعات الكبرى".
وإذ أشار إلى حجم إقبال الناس الذي لم يقتصر على الأطفال والأجيال الناشئة بل شمل حتى الشباب والكبار والنساء، أكد أن "هناك الكثير من الناس لم يتمكنوا من الوصول إلى هذه التجمعات بسبب الحشود التي امتدت على الطرقات ما اضطرنا إلى الاعتذار من هؤلاء".
انتهى** ز.ح. ** 2342
تعليقك