اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد "علي الخامنئي" ردًا على رسالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زیاد نخالة عن المواجهة الاخيرة مع الكيان الصهيوني بقطاع غزة، ان المقاومة أحبطت مخطط الكيان الصهيوني واثبتت أن كل جزء من مجموعة المقاومة وحده قادر على تمريغ أنف العدو بالتراب.
وأضاف أن المقاومة البطولية للحركة ارتقت من مكانة هذه الحركة في المقاومة.
وأكد على ضرورة الحفاظ على الوحدة بين جميع الفصائل الفلسطينية وأضاف أن العدو الغاصب في التراجع بينما قوة المقاومة الفلسطينية ستزداد يوما بعد يوم.
یذکر أنه بدأ العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ 5 اب/اغسطس، وردت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي بقصف العديد من المدن في داخل الأراضي المحتلة ومنها تل ابيب ومستوطنات غلاف غزة بمئات الصواريخ.
وأدى عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة إلى مقتل 43 فلسطينياً وإصابة 311 شخصاً بجراح مختلفة وأضرار بـ1500 وحدة سكنية بعد 3 أيام من بدء الهجمات الإسرائيلية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين الکیان الصهیوني وحركة "الجهاد الإسلامي" برعاية مصرية، حيز التنفيذ في 8 اب/اغسطس.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، عن مقتل 43 فلسطينيا وأضرار لحقت بـ1500 وحدة سكنية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي.
وقال المكتب (تديره حركة حماس)، "خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة استشهد 43 فلسطينيا بينهم 6 أطفال و4 نساء وأصيب 311 شخصا".
وتابع أن "العدوان تسبب بأضرار في عشرات الدونمات الزراعية، وتوقف محطة توليد الكهرباء".
وإن أهم ما ورد في رسالة قائد الثورة بشأن المواجهات الأخيرة بين المقاومة والکیان الصهيوني هو دخول حركة الجهاد الإسلامي بشكل مستقل إلى ساحة الصراع لمواجهة العدوان الصهيوني بعد اعتقال الشيخ بسام السعدي أحد أبرز أعضاء حركة الجهاد الإسلامي حیث قال قائد الثورة: "قد ضاعفت الأحداث الأخيرة من عزة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، ورفعت مكانة الجهاد الإسلامي في نضال المقاومة المجيدة للشعب الفلسطيني.إنكم و من خلال مقاومتكم الشجاعة استطعتم من تفنيد الاستراتيجة الخادعة للكيان الصهيوني."
وتشكلت في السنوات الـ 74 الماضية ومنذ احتلال فلسطين حوالي 10 مجموعات مسلحة مهمة ذات توجهات مختلفة، توجهت بعضها الشؤون السياسية بعد سنوات من النضال، لكن البعض منها مازال عازما على إنهاء الاحتلال والإصرار على تحرير الوطن وإنهاء الاستيطان والوصول إلى الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وعودة لاجئي هذه الأرض إلى وطنهم.
وتعد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ، وحركة الجهاد الإسلامي ، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة ولجنة المقاومة الشعبية من أهم فصائل المقاومة النشطة في الوقت الراهن.
إن الفصائل، ما زالت مستعدة للقتال مع الکیان الصهیوني وأدركت أن سر هذه الانتصارات هو الوحدة والتضامن نظرا إلى الانتصارات التي حققتها في مواجهة العدو خلال العقود الأخيرة.
وكانت الحرب التي شنها الصهاينة مؤخرًا على فلسطين مكلفة للغاية بالنسبة لهم لدرجة أنها أجبرتهم على الهدنة في اليوم الثالث من المعركة. مصادر عبرية في تل أبيب اعترفت أنه خلال الأيام الثلاثة للحرب مع حركة الجهاد الإسلامي، تم إطلاق 1100 صاروخ باتجاه المستوطنات والمناطق الصهيونية، ومع حساب بسيط بالأصابع نصل إلى نتيجة مفادها أنه في كل ساعة يصدر هدير 15 صاروخا من المقاومة الفلسطينية يشق سماء الاراضي المحتلة.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ فلسطين التي تدخل فيها حرکة من فصائل المقاومة في صراع مع الكيان الصهيوني بسبب استمرار الکیان تصرفاته العدوانية اعتمادا علی معداته المتطورة ودعم الدول الغربیة وفي النهاية تمکنت الحرکة من فرض شروطها علی کیان الاحتلال لوقف إطلاق النار واستطاعت أن تكسر هيبة العدو الصهيوني أمام كل العالم، وتظهر مدى ضعفه في مواجهة فصيل فلسطيني واحد، فكيف إذا اجتمعت كل الفصائل الفلسطينية؟!
وتمکن الكيان الصهيوني من هزيمة العرب في عدة حروب ولقد شهد الصراع العربي–الإسرائيلي خمس حروب كبرى في أعوام 1948، و1956، و1967، و1973، و1982، وكان من نتائج هذه الحروب، خسائر بشرية ومادية كبيرة، واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية، وتدمير أغلبية العتاد العسكري العربي.
وتمکن الکیان من فرض شروطه لوقف إطلاق النار من خلال الاستيلاء على جزء من أراضي هذه الدول، ولكن الیوم انقلبت موازین القوی في ساحة المعركة مع الکیان لکن تل أبيب تحاول وراء تحويل هزيمتها إلى نصر من خلال نشر مقالات في مراكز الفكر الغربية کما تحاول أن تثبت أن هناك خلافات بين الفصائل الفلسطينية ومن هذالمنطلق تركت هذه الفصائل ومنها حماس، الجهاد الإسلامي وحيداً في ساحة المعرکة.
إن هذه التصرفات التي يقوم بها الكيان الصهيوني مؤشرة علی ضعفه وعجزه لکن الرأي العام للصهاينة يعرف جيداً المسؤولين الكذابین في هذا الکیان.
إن كيان الاحتلال بات ضعيفًا وهشًّا، ومشاكله الداخلية، والخلافات والصراعات بين قياداته، كثيرة ولا تنتهي. وهو يتجه نحو الزوال، ويعتمد في بقائه على جرعات الدعم الأميركي المطلق والمباشر له، وعلى دعم حلفائه من دول الغرب، وتواطؤ النظام العربي الرسمي المنبطح أمامه والمرتمي في أحضانه.
وأن “إسرائيل" محاصرة من داخل فلسطين المحتلة من قبل فصائل المقاومة على الرغم من الجدران الخرسانية العالية والأسلاك الشائكة التي امتدت حولها کما تتعرض للتهدید من قبل قوی المقاومة بلبنان وسوريا والعراق واليمن خارج حدود فلسطین وتدرك جيدا أنها عاجزة في تحقيق أهدافها المنشودة كما کان في الماضي.
كما تدرك جيدا أن جميع الأراضي المحتلة ي مرمى صواريخ المقاومة، وهذا الكيان لا يمكن أن يكون في مأمن من صواريخ حركة مثل حركة الجهاد الإسلامي، على الرغم من تكاليفه الباهظة لإنشاء أنظمة مختلفة مثل القبة الحديدية.
ویظهر إطلاق حزب الله لـ 3 مسيرات باتجاه حقل "كاريش" المتنازع عليه قبالة السواحل اللبنانية والفلسطينية، مدى عجزه أمام حزب الله ومواقف أمينه العام السيد حسن نصر الله.
عدم استطاعة الصهاينة التحمل والصبر لمواصلة الحرب والمعركة مع فصائل المقاومة الفلسطينية خلال الأيام الجهنمية الثلاثة لم يكن بدون سبب، وربما لو استمرت الحرب في الأيام المقبلة فإن الحرب والمعركة ستمتد إلى ميادين جديدة ستخرج فيها الأمور في تل أبيب عن السيطرة على الوضع الميداني. وقد كان من المحتمل جدًا والمتوقع أنه في حالة استمرار حرب الأيام الثلاثة أكثر من ذلك ستدخل مجموعات مقاومة أخرى إلى ساحة المعركة ضد الصهاينة حتى من خارج حدود فلسطين وحتى الصهاينة أنفسهم أقروا بهذه القضية.
وتدرك سلطات الكيان الصهيوني اليوم جيدا أن فصائل المقاومة لا تحب المجاملات السياسية کالحكومات العربية في المنطقة وأثبتت أنها ستنفذ تهديداتها كما أن براغماتيتها تتعارض تمامًا مع سياسة الاستسلام التي اتخذتها بعض حكومات المنطقة.
تتصف قيادات فصائل المقاومة بالذكاء واللباقة، ولديها القدرة على التقدير والقدرة على اإلابداع وهي حازمة ولديها درجات عالية من المعرفة بالعدو وهي تعلم جيدًا أن العمليات السياسية المتكررة عبر التاريخ لن تحقق انجازات في مسار تحرير فلسطين وإلى جانب هذه السمات الفكرية والدينية ، فإنها تمتلك معدات عسكرية حديثة وفي بعض الحالات تتفوق على الکیان الصهيوني، وفي كل معركة تكشف النقاب عن سلاح جديد لا يعرفه حتى العدو.
خلاصة القول أن الوضع تغير في القرن الحالي ولم يعد بإمكان الکیان الصهيوني أن یملي شروطه علی دول المنطقة أو مجموعات المقاومة ولا یستطيع أن یركعها ولقد اضطر الکیان على الانصياع لمطالب حرکة مثل حركة الجهاد الإسلامي من أجل وقف إطلاق النار.
انتهى
تعليقك