محاولات تمرير التطبيع فاشلة وستبقى رهينة بقاء بعض الأنظمة لا أكثر

طهران/ 5 كانون الأول/ديسمبر/إرنا- يحاول كيان الاحتلال على مدار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إيجاد موطئ قدمٍ لها في المنطقة العربية والإسلامية، ويبحث أكثر عن قبول ضائع في أوساط الجماهير العربية.

والقبول الذي تبحث الاحتلال لها في العالم العربي ورغم أمواج التطبيع الهائلة، لم تجده، بل وجدت رفضًا كبيرًا لها، في مونديال قطر 2022.

ووسائل إعلام الاحتلال التي أرسلت طواقم صحفية لها إلى العاصمة القطرية الدوحة، اصطدمت بحالة من الرفض التام من المواطنين القطريين والمشجعين العرب، الأمر الذي أدى لخيبة أمل واسعة.

كما أن العلم الفلسطيني كان الحاضر الأبرز في المونديال، الذي أصبح تظاهرة عالمية يتبادل فيها المشجعون الثقافات والحوارات، ما كان فرصة لبعض المؤثرين القطريين والعرب لنشر عدالة قضية فلسطين إلى العالم.

يوتيوبر سعودي يرفض بيع علم فلسطين للمشجعين، ويعطيهم إياه مجانًا، وشاب قطري آخر يوزع شارة فلسطين على المشجعين، ومشجعون عرب ومن مختلف الدول يحملون علم فلسطين إلى جانب علم بلادهم، كل هذا كان من أبرز ملامح المونديال الذي ينظم لأول مرة في العالم العربي في قطر التي وعدت بتقديم أفضل نسخة على مر التاريخ.

وكل الدلائل والشواهد تدل أن اتفاقيات التطبيع مع كيان الاحتلال التي حدثت في السنوات الثلاث الماضية لم تؤثر مطلقًا على الشعوب، وأن ضغوط واشنطن على قطر لترتيب حضور الإسرائيليين وإعلامهم لم يعبد لهم طريقًا في الدوحة.

والصحفي الإسرائيلي "دور هوفمان"، هو جزء من وفد هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني "كان 11"، الذي زعم خلال بث مباشر أن سائقا قطريا كان يقلّهم من مكان لآخر، لكنه حين اكتشف السائق أنهم إسرائيليون، أنزلهم في مكان مجهول.

وأوضح هوفمان أن "سائق حافلة قطري كان ينقل فريقنا التلفزيوني، وفي منتصف الطريق بعد أن اكتشف أننا إسرائيليون أنزلهم من حافلته، مما دفعنا لتغيير سيارة الأجرة".

وتابع: "في حادثة أخرى، طردنا صاحب مطعم محلي أيضا في الدوحة، حين وصلنا لبعض مطاعم الشاطئ لتصوير الأشخاص الموجودين هناك، وحين اكتشف مالك المطعم أننا من إسرائيل، جلب حراس الأمن لطردنا، وأخذ هاتفي، وطلب مني حذف كل ما صورته هناك. لقد شعرت بالتهديد"..

وأردف: "أشعر بالسوء الشديد، أنا أجد نفسي كإسرائيلي في بلد معادٍ، علينا أن نعرف كيف نتعامل مع هذه الأشياء، ويجب أن نعلم أنه يمكن أن يحدث هنا للجميع، علينا أن نكون حذرين، ولا أعتقد أن أيّا منا لديه مصلحة في هذا الوضع المعقد".

وقال، إننا في مكان نشعر فيه بالجنون مقابل الكثير والكثير من الفلسطينيين، قطر واحدة من الدول المؤيدة لهم، ومن الواضح أنني كإسرائيلي أجد نفسي في دولة معادية.

وأضاف أن "اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها إسرائيل قبل عامين مع أربع من الدول العربية، لم تأت بنتائجها المرجوة مع الشعوب التي ما زالت ترفضنا، حتى إنني حين أبلغت أحد المشجعين العرب أنني من إسرائيل، أجابني: ليس هناك شيء اسمه إسرائيل، هناك فلسطين، وفلسطين فقط، حتى بات الإمساك بالميكروفون الذي يمثل قناة تلفزيونية إسرائيلية أمرا مخيفا".

مونديال قطر.. محاولات تمرير التطبيع فاشلة وستبقى رهينة بقاء بعض الأنظمة لا أكثر

فلسطين في القلب

 وقال مشجع تونسي "محمد العلي"، لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إن فلسطين دومًا في القلب، لم ننسها يومًا، نعشق ترابها، ونحلم يومًا بالعودة لها.

وأضاف: "أنه مهما فعل الساسة والحكام من اتفاقيات للتطبيع فلن يؤدي ذلك لقبول لدى الصهاينة في المنطقة، "هم قتلة ومرفوضون".

وأكد أن "ما تبثه ماكنة الاحتلال الإعلامية من سموم لن يفلح بتغيير البوصلة العربية تجاه فلسطين، ففلسطين هي أم البدايات والنهايات".

وهنا المعلق الشهير العماني "خليل البلوشي"، يغرد قائلًا: فلسطين قضيتنا الأولى.

حضور قوي لفلسطين

وقال المنسق الوطني للجبهة المغربية "جمال العسري"، لدعم فلسطين وضد التطبيع: مع انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم بقطر، اتجهت الأنظار لقضايا أخرى رافقت اللعبة، حيث حظيت قضايا أخرى باهتمام المتتبعين، قضايا حقوقية (حقوق العمال) واجتماعية (وضعية العمال) وثقافية (المثليين) ودينية (الدعاة الدينيين) وسياسية وهي التي تهمنا اليوم وخاصة تلك المتعلقة بقضيتنا الأولى، قضية فلسطين.

وأضاف : استرعى انتباه الملاحظين ذلك الحضور القوي لفلسطين، ولرمز وحدتها العلم الفلسطيني؛ الذي زين مدرجات كل الملاعب التي احتضنت وتحتضن مباريات مختلف الفرق.

وتابع: "العلم الفلسطيني لم يحضر فقط خلال مباريات المنتخبات العربية، ولا حتى المنتخبات الإفريقية أو الآسيوية، بل زين كل المباريات لينتقل هذا العلم، علم فلسطين من مجرد رمز للدولة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ليصبح رمزا بل أيقونة النضال ضد الإمبريالية الصهيونية".

وأوضح أن "أيقونة الوقوف في وجه كل أنواع القهر والاستبداد والاستعباد، أيقونة مواجهة كل أنواع الميز العنصري والأبارتهايد المقيت، العلم الفلسطيني أصبح لحاف مناضلي العالم أي كانت جنسيتهم وديانتهم وقارتهم".

وأكد العسري أن "العلم الفلسطيني يجتاح اليوم الملاعب كما اجتاح البارحة كل التعبيرات النضالية في مختلف شوارع مدن العالم، العلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية أصبحا بمنزلة اللغة العالمية الموحدة لكل مناضلي العالم، وهذا أمر يزعج قادة الكيان الصهيوني ومعه قادة الإمبريالية العالمية الذين فشلوا في كل حروبهم الإعلامية من أجل تشويه صورة الفلسطيني ونضالات وكفاح الشعب الفلسطيني، وفشلت كل محاولات إلصاق تهمة الإرهاب بهذا الشعب الأبي".

وتابع العسري، أن "الفشل الثاني للكيان الصهيوني هو فشل تمرير ما يسمى باتفاقيات إبراهيم، أو اتفاقات ومعاهدات التطبيع مع مجموعة من الدول والأنظمة العربية، ففي الوقت الذي كان يحلم فيه قادة الكيان بجعل هذه الاتفاقيات معبرا وقنطرة للتطبيع مع الشعوب، وجعلها تقبل على التطبيع كما أقبلت عليه الأنظمة؛ صدمت بهذا الرفض شبه المطلق من الشعوب، رفض لكل أشكال وأنواع التطبيع".

وكانت صدمتهم قوية بقطر، وقنواتهم الإعلامية تهرع للدوحة لخلق نوع من التواصل الوهمي مع مشجعي الكرة، ظانين بأن مشجعي الكرة لا اهتمام لهم غير الكرة، ولا قضية تعلو عندهم على قضية الانتصار في مباريات الكرة، فكانت صدمتهم قوية وهم يرون كيف يسارع الجمهور من الهروب من ميكروفوناتهم وكاميراتهم بمجرد ما يعلمون بانتساب هذا الميكروفون وتلك الكاميرا للكيان الصهيوني، ولا يكتفون بالهروب والامتناع عن إعطاء أي تصريح بل يبادرون برفع شعارات مساندة لفلسطين، وداعمة للشعب الفلسطيني، ومنددة بهمجية الكيان الصهيوني، ومطالبة بقيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس، وفق حديث العسري.

وقال منسق حركة مقاطعة "إسرائيل" بي دي إس "محمود نواجعة": في مونديال قطر تظهر الحقيقة الثابتة برفض شعوبنا العربية للتطبيع.

وأضاف: تظهر أن الذباب الإلكتروني الذي حاول خلق قطيعة بين الشعوب العربية وشعبنا الفلسطيني فشلت فشلاً ذريعاً، وأن أي محاولة لتمرير التطبيع ستفشل وإن نجحت ستبقى رهينة بقاء بعض الأنظمة لا أكثر.

انتهى**3276

تعليقك

You are replying to: .