وخلال تجمع الناشطين السياسيين والثقافيين وعدد من برلمانيي جنوب أفريقيا، أشار الحاضرون في كلماتهم الى الرابط الثقافي والإلهي بين شعبي إيران وجنوب أفريقيا، المتجذّر في ثقافة وحضارة تاريخية عميقة في النضال المستمر ضد الظالمين والمستكبرين والفصل العنصري.
وفي هذا السياق ،اوضح رئيس مجلس الشورى الاسلامي "محمد باقر قاليباف " بأن الامام الخميني (قدس الله سره) وبعد انتصار الثورة الاسلامية في الاشهر الاولى اصدر أول قرار ثوري له بقطع العلاقات مع نظامي الفصل العنصري المتمثلین في جنوب أفريقيا والکیان الصهيوني.
وتابع مؤكدا بأن هذا القرار قد نشأ من المعتقدات الدينية والمذهبية والإنسانية للامام الخميني (قدس الله سره) ، ومشيرا الى ان هذا النهج ما زال مستمرا حتی الیوم بقیادة الامام السید علي الخامنئي (ادام الله ظله العالي).
روح المقاومة في أفريقيا
وفي اشارة الى ان الحفاظ على النصر اهم واصعب من مرحلة النصر ذاتها ، أكد قاليباف على ان تهديدات الاعداء والخصوم ستتزايد بعد النصر وهذا ما شهدته ايران في العقود الاربعة الاخيرة، لذلك لا ينبغي لنا ابدا ان نعتقد أنه بعد النصر حان الوقت للراحة وعيش حياة طبيعية.
وأشار قالیباف الى كلام الشهيد القائد قاسم سليماني بشأن تحويل التهديدات الى فرص،مضیفا بأن الشهيد سليماني وبنهجه واجه نظام الفصل العنصري من قبل الکیان الصهيوني الذي يشكل ورما سرطانيا وتهديدا خطيرا في العالم الإسلامي والمنطقة وصنع منه فرصة للانتصار علیه.
وتابع قالیباف مضیفا بأن واهما من يعتقد بأن التطبيع والخضوع لإستكبار الكيان الغاصب سيؤدي الى حفظ الامن واحلال السلام موضحا بأن بعض الدول العربية قد خسرت أجزاء من أراضيها لأنهم اعتقدوا بأنهم يستطيعون حل المشاكل بالسلام والهدنة، بينما وفي المقابل برهنت المقاومة في دول اخرى مثل فلسطين ودول افريقية انها الخيار الوحيد للانتصار على العدو.
ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي بين إيران وأفريقيا
كما تطرق قاليباف في كلمته الى انه وبالاضافة الى محاربة الاستكبار سياسة الفصل العنصري، يجب علينا أن ننجح في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وفي إدارة بلادنا.
واضاف لذلك فإن الاهتمام باستغلال القدرات الاقتصادية بين الدول، وخاصة دولتي إيران وجنوب أفريقيا يعد من أهم الإجراءات التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار من اجل تنمية التعاون الاقتصادي والتجاري وتعميق العلاقات بين الجانين في مختلف المجالات.
وأكد قاليباف على متابعة النضال مع كافة الدول الاسلامية وجميع الشرفاء والاحرار في العالم ضد الاستكبار والظلم وحماية حقوق الشعوب وتحقيق الوحدة الاسلامية ، مستشهدا بعبارة لقائد الثورة الاسلامية :"يجب أن نكون أقوياء حتى نتمكن من مواصلة هذا الطريق وهزيمة العدو، وبالتأكيد فإن الطريق لتحقيق هذا الهدف هو الأمل بالمستقبل والنصر الإلهي، وبالتأكيد فإن الله لا ينقض وعده."
وختم قاليباف متمنيا التوفيق لشعب جنوب أفريقيا والمسلمين وكل الشرفاء الذين يتجهون نحو الاستقلال، مشيرا الى ان هذا الاجتماع هو نتيجة نضال الرجال العظماء مثل الإمام الخميني (قدس الله سره) وجميع الشهداء، ومجاهدون وشخصيات مثل نيلسون مانديلا وكل هناك من ناضل من أجل الحرية ونفي الهيمنة في ظروف صعبة.
لذلك فنحن مدينون لهم بهذه اللقاءات،مؤكدا على عدم التراجع عن هذا الطريق و مواصلته من أجل عزة الوطن والمجتمع الإسلامي وكل أحرار العالم.
انتهى**ر.م
تعليقك