وفي مقابلة مع شبكة الميادين الاخبارية ، اشار أمير عبد اللهيان الى ان المنطقة مؤخرا تمر بظروف خاصة ومعقدة بعد مضي 6 اسابيع من عملية طوفان الاقصى، التي نعتبرها مهمة ومطابقة مع القانون الدولي ، والتي قامت بها حركة حماس ردا على جرائم الاحتلال الاسرائيلي. ومن ثم تطورت الامور وارتكب الكيان الاسرائيلي بمساعدة امريكا جرائم وحشية بحق المدنيين الفلسطينيين وحتى ايضا بحق المدنيين في جنوب لبنان .
واوضح أن زيارته الى لبنان كانت بهدف التشاور مع السلطات اللبنانية المعنية حول اخر التطورات في المنطقة بما في ذلك موضوع الهدنة واستمراريتها وما اذا كانت ستُستأنف الحرب وكيف سيكون مستقبل غزة وفلسطين والى اين سيتجه امن المنطقة بالسلوك الصهيو-امريكي؛ مشددا على، أنه "لا يمكن المجاملة في هذه المنطقة وامنها لانها منطقتنا وامنها امننا".
ولفت وزير الخارجية الى ان ايران تشاورت مع قطر من اجل إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وان ايران تؤيد وتحترم أي قرار تتخذه حماس، مضيفا بأن عدوان الكيان الاسرائيلي على غزة قد اثبت بأن هذا الكيان لا يستطيع تحرير اسراه عبر الحرب وانه ينبغي عليه انتهاج طريق المفاوضات والتوصل الى صفقات تبادل بينه وبين المقاومة. وعليه فإن الكيان الاسرائيلي وامريكا غير قادرين على تدمير حماس لانها حركة مقاومة تحريرية شرعية ومتجذرة في فلسطين وبالتالي ستنتصر المقاومة وشعبها وسينهزم المحتل وداعميه.
تقييم طهران للهدنة بين حماس والكيان الاسرائيلي
وعن سؤال حول تقييم طهران لهذه الهدنة، افاد اميرعبد اللهيان انه ومنذ الاسابيع الاولى للحرب حذرت ايران من انه اذا ما استمرت هذه الحرب سوف تفتح جبهات جديدة ويتوسع نطاقها كما حصل من عمليات للمقاومة في جنوب لبنان واليمن والعراق وسوريا لنجدة ونصرة غزة. واشار الى ان جماعات المقاومة هذه تتخذ قراراتها بنفسها ولا يوجد جماعات تمثيلية لإيران في المنطقة.
وفي هذا السياق ايضا، اعتبر وزير الخارجية انه تم التوافق على الهدنة لأن الكيان الاسرائيلي وامريكا غير قادرين على القضاء على حماس مشيرا الى انه اذا استأنف اطلاق النار سيؤدي ذلك الى المزيد من الجرائم والانتهاكات وبالتالي ستشتد الحرب وتتوسع وستخلق ظروفا جديدة في المنطقة.
وتابع امير عبد اللهيان مؤكدا على ان ايران لا تريد توسيع نطاق الحرب في المنطقة ، ولكن في حالة استمرار وتصعيد الحرب ضد غزة وفلسطين، فإن كل الاحتمالات واردة لتوسيع نطاقها بشكل أكبر.موضحا بأن ايران اوصت امريكا التي تدعم الكيان الاسرائيلي بالعمل برسائلها التي توجهها الى الاطراف في المنطقة من ضبط للنفس وذلك من اجل تفادي توسع نطاق الحرب.
كما صرح انه إذا استمر وقف إطلاق النار وتم اتخاذ مبادرات سياسية لضمان حقوق الشعب الفلسطيني، فيمكن منع توسع الحرب،وبالنهاية صانع القرار الرئيسي هو الشعب الفلسطيني.
الرسائل الامريكية الموجهة الى ايران
وتطرقت الميادين في حوارها مع امير عبداللهيان، الى "الرسائل الامريكية الموجهة لايران والتي تطلب فيها من ايران ضبط النفس وبأن تنصح جماعات المقاومة المتواجدة في العراق وسوريا ولبنان واليمن بعدم شن هجمات على المواقع الصهيونية والمصالح الامريكية في المنطقة".
وفي هذا الاطار اوضح اميرعبد اللهيان، بأن هذه الجماعات قد تأسست لمحاربة الارهاب واحلال الامن في بلادها وهي جماعات مقاومة مستقلة تتخذ قراراتها بنفسها ووفقا لمصالحها الوطنية والقومية ولا يخضعون لاوامر ايران.
تسليح فصائل المقاومة في المنطقة
وعن الادعاءات الصهيونية والامريكية والدول الغربية بأن "ايران هي من تزوّد فصائل المقاومة في المنطقة بأسلحة متطورة و بأن الرئيس الإيراني دعا بوضوح الى تسليح الفلسطينيين وإرسال الأسلحة الى غزة في قمة الدول الإسلامية، اوضح وزير الخارجية بأن اية الله رئيسي قد صرح بوضوح في خطابه أنه إذا لم يتوقف القتل واستمرت الجرائم والإبادة الجماعية في غزة، فيجب على الدول الإسلامية دعم المقاومة الفلسطينية من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني من نساء وأطفال ومدنيين عزل.
وتابع ان امكانيات المقاومة اليوم افضل من قبل بحيث ان المقاومة هي بنفسها من تنتج اسلحتها وعدتها العسكرية اللازمة، ولفت الى ان تأمين أسلحة المقاومة مهمة بسيطة للغاية بحيث ذكرالمسؤولون الغربيون في تقاريرهم إن ما لا يقل عن 30% من الأسلحة التي أرسلوها الى أوكرانيا في العامين الماضيين يتم شراؤها وبيعها في السوق السوداء في أنحاء مختلفة من العالم .
العقبات التي تواجه المساعدات الايرانية لقطاع غزة
وافاد امير عبد اللهيان انه منذ الأسبوع الأول من العدوان الصهيوني على غزة، قامت ايران بإعداد وإرسال مساعدات إنسانية واسعة النطاق الى مصر عن طريق البحر، وبدورها أعطت السلطات المصرية التصاريح اللازمة لإرسال مساعداتنا.
واستطرد بأنه قد تحدث شخصيا مع وزير الخارجية المصري سامح الشكري حول هذا الموضوع نبحيث تم تسليم المساعدات الايرانية للأونروا، ولكن بسبب حساسية الكيان الإسرائيلي، قالت الأونروا أنه لا يسمح بدخول مولدات الكهرباء إلى غزة. واضاف بأن حاليا هذا الأمر قيد المتابعة مع الاخوة المصريين من اجل فتح معبر رفح بغض النظر عن هذه القيود والسماح بوصول المساعدات الإنسانية الهائلة من الدول الإسلامية الى الشعب الفلسطيني المظلوم والمقاوم .
حيازة الكيان الصهيوني للاسلحة النووية والتهديد بمهاجمة غزة بها
وعلى صعيد اخر، طالب امير عبد اللهيان المجتمع الدولي بالتركيز على قضيتين؛ القضية الأولى هي نزع السلاح النووي للكيان الصهيوني الداعي الى الحرب، خاصة أن هذا الكيان ينوي استخدام الأسلحة النووية.وهنا على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتعامل بجدية مع هذه القضية وأن تنزع سلاح الكيان الإسرائيلي المحتل.
اما القضية الثانية والتي من شأنها المساعدة على استتباب الأمن والاستقرار في منطقة غرب آسيا هي أن تقوم المحكمة الدولية بالتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها هذا الكيان ومحاكمة الأشخاص الذين ارتكبوا الجرائم خلال هذه الحرب واستهدفوا المدنيين ليكونوا عبرة للمجرمين الاخرين.
على الغرب ان يتخلى عن ازدواجية المعايير التي يعتمدها
وافاد امير عبد اللهيان انه يجب على الغرب، ان يتخلى عن ازدواجية المعايير التي يعتمدها بسلوكه في الحكم على الاحداث كما هو الامر فيما يتعلق بسياساتهم المتناقضة حول أوكرانيا وغزة. او في العام الماضي، عندما حاولت أمريكا وبعض الدول الغربية إدخال إيران في حالة من الفوضى من خلال الادعاء والتسييس في قضية وفاة فتاة إيرانية؛ مبينا ان هذه الدول نفسها التزمت ذات العام الصمت ولم تتخذ أي إجراء في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمام الابادة الجماعية التي راح ضحيتها 14500 مدني وامرأة وطفل، وحوالي أربعة أضعاف هذا العدد من الجرحى وأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني شردتهم حرب غزة.
وتابع : هنا السؤال يطرح نفسه، أليست الابادة الجماعية بحق 14500 امرأة وطفل قضية مروعة؟ من كان يصدق أن الموت المأساوي لفتاة إيرانية سيقابل بمثل هذا القدر من ردود الفعل، في حين أن الابادة الجماعية بحق النساء والأطفال الفلسطينيين تواجه بصمت الدول نفسها؟ أليس النساء والأطفال الفلسطينيون بشرا؟
وصرح وزير الخارجية : لذلك فإن المقاومة المشروعة ضد كيان الاحتلال وفقا للقانون الدولي هي اللغة الوحيدة المفهومة لدعاة الحرب الصهاينة.
نثمن مواقف الصين و روسيا باستخدام حق الفيتو الا انه يجب عليهما فهم طبيعة الاحتلال
وعن الدور الروسي والصيني في الاحداث الاخيرة، اعتبر امير عبد اللهيان، ان جرح فلسطين هو جرح تاريخي لم تحله أي خطة أمريكية حتى الآن، وايضا لم تقم الصين وروسيا بشكل أساسي بأي تدخل فعال ومثمر في القضية الفلسطينية.
وتابع، انه وعلى الرغم من اننا نثمن مواقف الصين وروسيا في استخدام حق النقض (الفيتو) على القرارات التي كان من المفترض أن تتم الموافقة عليها في مجلس الأمن بمبادرة من الولايات المتحدة، الا اننا نؤكد مطلبنا من الصين وروسيا والجهات الفاعلة الدولية الأخرى على رؤية الحقائق وفهم طبيعة الاحتلال وعواقبه، فالوضع الحالي في المنطقة ليس وليد عملية 7 أكتوبر بل هو تراكم لجرائم الصهاينة على مدى 75 عاما من الاحتلال.
الدور الايراني في مستجدات الساحة الفلسطينية
ولفت وزير الخارجية الى ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد حاولت اتخاذ إجراءات فعالة لوقف جرائم الحرب، وإرسال المساعدات الإنسانية المستمرة، ومنع الهجرة القسرية للفلسطينيين وسكان غزة من خلال اعتماد نهج الدبلوماسية النشطة على مختلف المستويات.
واضاف، بأن المبادرات والمقترحات التي أدت إلى انعقاد قمة منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية وقمة البريكس بمساعدة الدول الأخرى وغيرها من المبادرات في هذا السياق، لا تزال قيد المتابعة الجادة.
الحل الجذري والأساسي للقضية الفلسطينية
كما صرح امير عبد اللهيان ان المنطقة حاليا امام مسارين ، الاول هو أن يصبح وقف إطلاق النار وقفا مستداما ويرفع الحصار عن غزة وترسل المساعدات الانسانية الى الشعب الفلسطيني.
واضاف، ان المسار الثاني هو عبر اجراء استفتاء بين سكان فلسطين الأصليين - بما في ذلك اليهود والمسيحيين والمسلمين - لتحديد مصيرهم .
وتابع، ان ايران تعتبر بأن الشعب الفلسطيني هو الذي يجب أن يقرر مصيره بنفسه وليس اي احد غيره ، لذا وبمجرد مرور 75 عاما على احتلال فلسطين، ينبغي للمجتمع الدولي أن يمنح الفلسطينيين الفرصة لتقرير مصيرهم.لأن الحرب واستمرارها ليست حلا و لن تتمكن الحرب أبدا من تحقيق حلم نتنياهو في القضاء على حماس.
سياسة الهجرة القسرية بحق الشعب الفلسطيني
كما لفت امير عبد اللهيان الى ان الكيان الاسرائيلي يسعى منذ عقود الى تحقيق حلمه وتشكيل كيانه من النيل الى الفرات ، وهذا ما نشهده بوضوح عبر الهجرة القسرية التي يفرضها على الشعب الفلسطيني وبحسب الوثائق الموثوقة المتوفرة في الكيان الاسرائيلي فقد برزت فكرة الهجرة القسرية لسكان غزة الى صحراء سيناء المصرية والهجرة القسرية لسكان الضفة الى أجزاء من الأردن وتشكيل دولة فلسطينية واحدة في أجزاء من الأردن وتبعتها مصر.
وتابع ان هذه الفكرة قد عارضها الرئيس المصري السيسي بوضوح في الاجتماع الدولي في القاهرة وقال إن الفلسطينيين يجب أن يبقوا في أرضهم، ولكن حتى الآن الكيان الإسرائيلي يتبع سياسة الهجرة القسرية في غزة عبر اجبار السكان الى التحرك من شمال غزة الى جنوب غزة، وفي الخطوة التالية من جنوب غزة الى صحراء سيناء في مصر.
واضاف وزير الخارجية، بأن الكيان الإسرائيلي قد اظهر خلال الأعوام الخمسة والسبعين الماضية أنه لا يفهم الا بلغة القوة ولا يمكن اضفاء الشرعية على المحتل؛ لذلك لا يمكن اعتماد "حل الدولتين" كحل مناسب للقضية الفلسطينية لأن الارض هي ارض فلسطينية وتعود للشعب الفلسطيني الذي يحق له تقرير مصيره عبر استفتاء بين سكان فلسطين الأصليين.
واعتبر أنه بعد مرور 75 عاما من الاحتلال قد أظهر الكيان الإسرائيلي في غضون الـ50 يوما الماضية أن قوة الاحتلال هي قوة إجرامية وإبادة جماعية وتنموية، وأن اللفتات الديمقراطية والحديث عنها لهذا الكيان يمثل فكاهة ومهزلة للتاريخ المعاصر.
دعم ايران للقضية الفلسطينية على الرغم من تبعاتها
اعتبر امير عبد اللهيان انه مما لا شك فيه أن القضية الفلسطينية ستكون مختلفة كثيرا بعد الجرائم الصهيونية الأخيرة في غزة، لانها اصبحت قضية انسانية عالمية، على الرغم من ان عددا قليلا من الحكومات والدول لم تبد تضامنا مع فلسطين، لكن شريحة واسعة من الشعوب والنخب والرأي العام والحكومات تحركت ايضا لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
واضاف : ان كل هذا القتل والجرائم والابادة الجماعية، له تأثيرات هامة على الساحة الدولية والقضية الفلسطينية وتصب بقوة في صالح فلسطين وضد الكيان الإسرائيلي وداعميه.
انتهى**ر.م
تعليقك