وقال قيادي في الحركة، لـ"العربي الجديد"، إن "حماس والمقاومة لن يقدموا أية تفاصيل أو معلومات بشأن الأسرى الموجودين لديهم من دون ثمن كبير يجب أن يدفع على صعيد التخفيف من معاناة أهالي غزة وتطبيق وقف شامل لإطلاق النار".
وأوضح المصدر أن "ما يثار بشأن اشتراط تل أبيب الحصول على قائمة بأسماء الأسرى الأحياء من أجل استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار لا يمكن أن يمثل ضغطاً على المقاومة".
وقال: "كل شيء في عملية التفاوض يجب أن يكون أمامه ثمن يُدفع وهناك مطالب واضحة حددتها الحركة، على الاحتلال أن ينفذها حتى يحرر أسراه وينقذ من بقي منهم على قيد الحياة".
وكانت تقارير عبرية ذكرت أن "حكومة نتنياهو أبلغت مصر وقطر أنها لن تعقد جولة جديدة من المفاوضات بشأن اتفاق إطلاق سراح الرهائن، حتى تقدم حماس قائمة الرهائن المحتجزين لديها والذين لا يزالون على قيد الحياة".
وتعتقد إسرائيل أن 134 أسيراً موجودون لدى المقاومة، تقول إن من بينهم 31 جثة لأسرى، إضافة إلى 6 أسرى يحملون الجنسية الأميركية.
"حماس": الاستمرار في التفاوض حتى بداية رمضان
وشدد المصدر على أن "بداية شهر رمضان (الذي يبدأ في 11 مارس/آذار الحالي) هي السقف الذي توافقت عليه فصائل المقاومة للاستمرار في التفاوض" وقال: "لن نستمر في مسار يهندسه نتنياهو لتخفيف الضغط عن ائتلافه وبث الروح فيه أطول فترة ممكنة، باستخدام أرواح الفلسطينيين".
وأضاف أن "المقاومة هي التي تعلن أن استمرارها في عملية التفاوض غير المباشر مرهون بالشعور بالجدية والاستعداد لتحقيق مطالبها".
وتابع المصدر: "سيُبلّغ الوسطاء أن جولة التفاوض التي ستجرى في القاهرة هي آخر فرصة قبل شهر رمضان، فإما التوصل إلى اتفاق، أو إغلاق هذا الباب وليواجه الجميع مصيره، خاصة مع تصاعد الموقف في القدس والضفة الغربية".
يأتي ذلك فيما قال مصدر مصري إن "وفداً من حركة حماس، يضم نائب رئيس الحركة في غزة خليل الحية وزاهر جبارين، سيصل إلى القاهرة لتسليم رد الحركة النهائي على إطار باريس 2، فيما سيكون بالتزامن مع ذلك وفد أمني إسرائيلي في القاهرة، يشارك فيه مسؤول ملف الأسرى في الجيش نيتسان آلون، للاطلاع على مضمون الرد الفلسطيني".
وأوضح المصدر المصري أن "لدى الوفد الإسرائيلي الذي سيصل إلى القاهرة صلاحية التفاوض، بعد التأكد من تلبية رد المقاومة الحد الأدنى الذي حددته الحكومة الإسرائيلية".
وفي السياق، قال الباحث والمتخصص في الشؤون الإسرائيلية مأمون أبو عامر، لـ"العربي الجديد"، إن "ما جرى في مذبحة الطحين وردود الفعل الدولية الغاضبة من شأنها أن تدفع نتنياهو إلى امتصاص هذا الغضب من خلال تغيير الموقف من المفاوضات الجارية والتي ستستكمل في القاهرة".
وأوضح أن الهدف هو "تفريغ حالة الغضب الدولي تجاه إسرائيل على ما فعلته بحق الناس في غزة وذلك بنقل الحديث الدولي عن التحقيق في ما جرى في شمال القطاع، ومراجعة ما حدث في مجزرة النابلسي، وتحويل الحديث العالمي إلى النقاش حول الصفقة بعد لقاء باريس الثاني" في 23 فبراير/ شباط الماضي.
مطالب "حماس" وشروطها منطقية وواقعية
وأكد أبو عامر أن "مطالب حماس وشروطها في الجولات الماضية كانت منطقية وواقعية، وتتحدث عن موضوع الجوع وفتح الطريق أمام النازحين".
وقال: "حتى الإدارة الأميركية لم تصل إلى مرحلة انتقاد مطالب حماس خلال المفاوضات وكانت تقول عن مطالب حماس إنها صعبة، لكن لم تقل إنها مستحيلة أو غير منطقية. وهناك إحباط أميركي وغربي من المطالب الإسرائيلية والتعنت في المفاوضات وما صدر من مواقف غربية وأميركية، بشكل مقصود أو غير مقصود، أعطى انطباعاً عن تعنت نتنياهو وتسببه في تأخير الوصول إلى صفقة".
وتعليقاً على تأكيد "حماس" أنها لن تقدم أية تنازلات تسعى الإدارة الأميركية وإسرائيل لفرضها على المقاومة خلال التفاوض، قال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية عمار فايد، لـ"العربي الجديد"، إن "الإدارة الأميركية تقف في المفاوضات على نفس الأرضية الإسرائيلية، بمعنى أنها لا تتفاوض على وقف الحرب، ولكن على هدنة مؤقتة". وأضاف: "كما تتفق مع "إسرائيل" على أنه لا بد من تدمير حماس وإبعادها عن مستقبل الحكم في غزة، وبالتالي، فإن نفس الرؤية الإسرائيلية متبناة أميركياً".
المقاومة لا تزال متماسكة
واعتبر فايد أن المقاومة "لا تزال متماسكة وجزءاً رئيسياً من بنيتها التحتية لا يزال موجوداً وفاعلاً. نعم حدثت أضرار ولكن لا يستطيع أحد أن يجزم بحجمها، كالحديث عن فقدان نحو 6 آلاف مقاتل منذ بدء عملية طوفان الأقصى".
وتابع أن "المعضلة الآن هي الوضع الإنساني، لأنه يمثل عامل ضغط على المقاومة أكثر من الضغط العسكري. مع العلم أن الحاضنة الشعبية هي التي تحمي المقاومة وتؤويها وترفض التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي للكشف عن معلومات تخصها".
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، لـ"العربي الجديد"، إن "الانحياز الأميركي لإسرائيل واضح من خلال رفض أي قرار لمجلس الأمن، أو مطالبة أي جهة بوقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي يتوافق مع ما يريده نتنياهو، بمعنى مواصلة منحه الغطاء".
وأضاف أن "الولايات المتحدة لا ترفض من حيث المبدأ نقل الحرب إلى رفح، وإن كانت تشترط خطة إجلاء النازحين، ومجرد مساعدات وخيام وعودة محسوبة لسكان الشمال، ولا شيء آخر".
انتهی**1426
تعليقك