وتطريق سوسان في حديثه لموقع قناة المنار، الى أهم مقومات هذا النصر الذي بدأ بصمود الشعب السوري وتضحيات الجيش السوري، إضافة لالتفاف الشعب حول قيادته، واصفاً هذا الانتصار بالمَأثرة التاريخية، لافتا الى التغيرات في العلاقات السورية مع الدول الأخرى.
واكد سوسان بالشواهد الواضحة والواقعية على عدم المبالغة بوصف الوضع الحالي في سورية انه انتصار حقيقي، مشيراً إلى تحرير أجزاء كبيرة من الأراضي السورية من الإرهاب وإنزال هزيمة كبيرة به، إضافة إلى ترنح المشروع الذي أعدَّ ضد سورية، وذهابه نحو الفشل الاكيد.
وفي سياق الشواهد نوه إلى التغيرات على صعيد العلاقات بين سورية والدول الاخرى، كمؤشر جديد على تغير الصورة وهذا أمر جيد ينسحب أيضاً على الوضع في المنطقة والوضع الدولي بشكل عام إضافة لانعكاسه على سورية، كما انه أصبح ملحوظاً وجود رغبة بإشاعة أجواء من الهدوء على الساحة الدولية.
هذه الأجواء جميعها وكما يصفها الدكتور سوسان، تم التمهيد لها منذ لقاء الرئيسين بوتين وبايدن بعد الانتخابات الأميركية خلال الاجتماع الروسي الاميركي في جنيف، إلى جانب اللقاءات المتواصلة بين المسؤولين من كلا البلدين، “وهذا من شأنه إذا تأكد، أن يحقق انفراجات على الساحة الدولية ومنها منطقتنا، والتي ستنعكس بشكل أكيد على عودة الاستقرار، وفي هذا مصلحة للسلم والامن الدوليين”.
ويعود الدكتور سوسان للتأكيد على انه في حال حدث أي تغيير على المشهد فإن في ذلك فضل لانتصار سورية على المشروع التآمري الأميركي، ليس على سورية فقط إنما على المنطقة أيضا، لأن هذا السيناريو أعد لهندسة المنطقة بشكل كامل، ليعود لخدمة مصالح اسرائيل في المنطقة، والنتيجة اليوم فإن هذا المشروع يترنح والفضل لسورية وحلفائها ولمحور المقاومة.
شركاء النصر
يؤكد معاون وزير الخارجية السوري د. أيمن سوسان ان كلاً من الأصدقاء الروس، والأشقاء الإيرانيين، هم شركاء سورية في هذا النصر على الإرهاب، مشدداً على دور المقاومة في حزب الله على رفد جهود الجيش العربي السوري بمكافحة الإرهاب وفي هزيمة هذه المؤامرة.
واضاف: لا يمكن لأحد أن يقتنع أن الولايات المتحدة الأميركية يمكن ان تكترث لآلام ومعاناة السوريين ولا لأوجاعهم، لأن السياسة الاميركية هي سبب هذه المعاناة من خلال هذه الحرب الظالمة ضد سورية. وبالنسبة للإصلاحات المطلوبة من الحكومة السورية من أجل تطبيع الأوضاع مع دمشق، فلا بد من أن يعلم الجميع أن سورية تتخذ السياسات التي تخدم شعبها ومصالحها، وليس إرضاءً لهذا الطرف أو ذاك.
وتابع: بالنسبة للوجود الأميركي في سورية، فإن هذا الوجود مرتبط بالمشروع الأميركي في سورية، ومع ترنح وهزيمة هذا المشروع فإن الوجود العسكري يفقد جدواه، ومما يفرضه العقل السياسي السليم أن يفعل الاميركيون كما فعلوا في أفغانستان.
العلاقات السورية الأردنية
يتحدث سوسان عن سلسلة التواصل واللقاءات بين المسؤولين السوريين والأردنيين، في عمّان أو نيويورك، واليوم يأتي الاتصال بين الرئيس السوري بشار الأسد والملك الأردني عبد الله الثاني، كوضع طبيعي للعلاقات بيين البلدين الشقيقين.
أما حول ما يتحدث به البعض عن ضوء أخضر من الولايات المتحدة الاميركية، فيتابع سوسان شارحاً أن هناك اشارات تلقفها البعض واستخدمها البعض لتغيير هذه المقاربة.
بالإشارة إلى التئام قمة محتملة وطبيعية في اي وقت بين الرئيس السوري بشار الأسد، والملك الأردني عبدالله الثاني، فإن هناك قواسم عديدة بين البلادين، تجعل هذا قائماً متى يرى الزعيمان ذلك مناسباً.
هنا يؤكد ان أي أمر تقوم به سورية يكون على أساس الثوابت، أرادت اسرائيل تقسيم المنطقة من أجل ضرب المصالح العربية والسيطرة على المنطقة لكن هذا قد فشل وصمود سورية أساس في هذا .
الديمقراطية الاميركية المزعومة
برأي سوسان فإن ما يسمى الديمقراطية الأميركية، انما هي فرض إرادات على الآخرين، وهذا أبعد ما يكون عن الديموقراطية، وعلى السياسيين الأميركيين أن يعودوا إلى قراءة مبادئ وِلْسُن، ليدركوا أن القرار السياسي في أي دولة في العالم، هو مُلك شعب تلك الدولة، وليس الارتهان.
وفي سياق الانتماء السوري العربي، قال إن سورية بتأكيد رسمي منها لم تنسحب من الجامعة العربية أساساً لتعود إليها، وأيضاً قرار تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية هو خطأ قانوني كبير، ولمجرد تصحيح هذا الخطأ القانوني ونضوج المتغيرات السياسية، تعود الامور إلى طبيعتها.
الجانبان السعودي والتركي
واضاف: أي تحسين للعلاقات بين دول المنطقة هو شيء إيجابي، والمملكة العربية السعودية، هي لاعب أساسي في المنطقة كما هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذه المنطقة ملك لشعوبها، وسورية لم تعادِ ولم تتخذ إجراء أو عداوة ضد أحد إنما تتطلع للعلاقات بين سورية والدول العربية أن تكون بأفضل حال، لأن هذا يعزز أوراق القوة لدى الدول العربية.
أما عن تركيا فيؤكد سوسان انه لا يوجد أي ترتيب للأمور إلا الانسحاب التركي من كامل الأرضي السورية لأن هذا التواجد غير مشروع وهو احتلال، ولدى سورية المشروعية والأحقية في تحرير اراضيها حسب المواثيق والقوانين الدولية.
وفي ختام الحديث أكد ان سورية منفتحة على الجميع بشان العلاقات الصحيحة، وهناك اتصالات معلنة وأخرى غير معلنة بهدف تطوير العلاقات مع الدولة الأخرى.
انتهى ** 2342
تعليقك