انهالت عشرات الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية والبوارج من البحر على ثلاثة أحياء سكنية، لتحوّلها أثراً بعد عين وتعمّق جراح أصحابها ومآسيهم وتزيد من العقاب الجماعي على الفلسطينيين.
في حي الرمال الراقي وسط مدينة غزة، قلب المدينة النابض وعاصمتها التجارية، أحالت إسرائيل المنطقة إلى ركام وحطام في 6 ساعات من القصف العنيف المتواصل، مدمّرة عشرات المنازل والمؤسسات الحكومية والتعليمية والتجارية.
لم تعد المنطقة تصلح لأي شيء ويحتاج ما تبقى منها إلى إزالة، ومع هذا كله تحطمت أحلام الفلسطينيين الذين بنوا منازلهم بجهد سنين طويلة من الكد والتعب.
وبعد ذلك دمّرت الصواريخ الإسرائيلية منطقة أبراج الأمير نايف وحي الإسراء غربي بيت لاهيا، شمالي القطاع، وهي أبراج وزعت على فقراء القطاع قبل سنوات لتؤويهم في ظل حاجتهم إلى المسكن.
تحولت العمارات في المنطقة التي تبعد أمتاراً قليلة عن المدينة المصرية قيد التشييد إلى حطام وركام، وبات سكانها يعيشون في مدارس الأونروا التي تخطت قدراتها الاستيعابية مع تدفق الآلاف إليها. وسجل نزوح أكثر من 260 ألف فلسطيني على الأقل عن منازلهم بسبب القصف الشديد لمناطقهم، ولجوئهم لمراكز الإيواء ولدى الأقارب بحثاً عن الأمان الذي بات مفقوداً في كل ركن من القطاع.
وإلى الشمال الغربي من مدينة غزة، في حي الكرامة تحديداً، حوّل العدوان الإسرائيلي بقذائف الفوسفور الأبيض المحرّمة دولياً وبالقصف من البحر والجو عشرات الأبنية والمنازل إلى ركام وحطام.
وضربت الطائرات الحربية وسلاح البحرية البنية التحتية في المنطقة، مما صعّب من عمليات إخلاء الشهداء والجرحى، ولا يزال فلسطينيون تحت الأنقاض، لا تستطيع الطواقم المختصة الوصول إليهم.
ومُسحت المنطقة في خمس ساعات من القصف الإسرائيلي المتواصل الذي طاول كل شيء فيها ولم يترك حجراً على حجر، في عقاب جماعي للفلسطينيين. والمناطق الثلاث التي أبيدت، لا تضم مواقع عسكرية للمقاومة ولا معسكرات تدريبية ولا تجهيزات علنية، مما يعزز اعتقاد الفلسطينيين بأن الهدف من محوها يأتي لتعميق معاناتهم وكعقاب جماعي لهم.
بالتزامن مع العدوان العسكري ووسط تلويح بعدوان بري واسع، أطبقت اسرائيل حصارها على قطاع غزة وقطعت إمدادات الكهرباء والمياه والمواد الغذائية، والموجود من سلع ومواد غذائية ضرورية يكفي 2.3 مليون فلسطيني يعيشون بالقطاع نحو أسبوع فقط.
انتهی**3280
تعليقك