جاء ذلك في كلمة "اللواء سلامي"، عصر اليوم السبت، امام حشد جماهيري كبير من ابناء الشعب الايراني بالعاصمة طهران، الذين خرجوا الى جانب سائر المواطنين الغيارى في مختلف المحافظات والمدن بجمهورية ايران الاسلامية، تضامنا مع اطفال غزة والشعب الفلسطيني المظلوم المحاصر في القطاع، وتنديدا بالمجازر والابادة الجماعية المتواصلة منذ اكثر من 40 يوما في حق هؤلاء الابرياء.
واضاف : في ارجاء ايران الاسلامية، تجلت اليوم مشاعر المحبة والدفاع والتضامن مع اطفال غزة والشعب الفلسطيني الابي، الذي يعاني الاحتلال والتهجير والقتل من اكثر من شبعة عقود، وذلك بسبب سياسات بريطانيا وامريكا وفرنسا والكيان الصهيوني المجرم.
واضاف : في ارجاء ايران الاسلامية، تجلت اليوم مشاعر المحبة والدفاع والتضامن مع اطفال غزة والشعب الفلسطيني الابي، الذي يعاني الاحتلال والتهجير والقتل من اكثر من سبعة عقود، وذلك بسبب سياسات بريطانيا وامريكا وفرنسا والكيان الصهيوني المجرم.
وتابع القائد العام للحرس الثوري، في معرض سرده للمجازر التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على مر العقود الماضية : في الواقع بريطانيا هي التي نهبت ارض الفلسطينيين وسلمتها بيد الصهاينة؛ مبينا انه بعد هذه النكبة، حدثت مجزرة دير ياسين في عام 1948 م حيث قتل الصهاينة الجناة اكثر من 100 الف فلسطيني مسلم.
كما تطرق الى مجزرة كفر قاسم في عام 1956 م التي راح ضحيتها جمع من اهلي القرية عند عودتهم من العمل، حيث فتح جنوب الكيان الصهيوني النار عليهم وقتلهم جميعا، كما واصل تلك الجرائم بحق الشبان الفلسطينيين الذين اعدمتهم قطعان الاحتلال في الساحات.
وتحدث "سلامي" عن مجزرة صبرا وشاتيلا، قائلا : استمرت هذه القصة حتى عام 1982 عندما قام أرييل شارون جزار صبرا وشاتيلا في ظل عدوان الكيان الصهيوني على لبنان بارتكاب مجزرة على مشارف بيروت استمرت يومين طالت الفلسطينيين داخل مخيمي صبرا وشاتيلا حيث اراق دماء نحو 4000 فلسطيني في هذين المخيمين خلال يومين.
واستطرد : بعد هذه الجريمة تم تشريد الفلسطينيين إلى تونس والأردن ولبنان وسوريا وأصبحوا أمة بلا أرض وماء وتراب وحق السيادة، وكل هذا جرى على يد أسياد الجريمة العالمية الذين يلعبون بمقدرات العالم الإسلامي منذ عقود، وتتاثر المنطقة بسياساتهم الاستعمارية الغاصبة والظالمة ، واستولت على الثروات الروحية والهوية الدينية وكل الثروات المادية للعالم الإسلامي لكي تصبح قوة عالمية.
وقال اللواء سلامي : منذ انطلاق المقاومة البطولية عام 1935، حيث استشهد عز الدين القسام في حيفا وحتى اليوم، بات الاستشهاد جزءا لا يتجزأ من حياة المسلمين الفلسطينيين، وان المقاومة مستمرة في هذه الأرض المباركة التي أنعم الله عليها ببركة المسجد الأقصى و محيطها.
وتابع : لقد وقعت معارك ضارية بين المسلمين والأعداء، لكن بعد الثورة الإسلامية انتعشت الحركة الفلسطينية، والفلسطينيون الذين كانوا يقاتلون الصهاينة بالحجارة والمقلاع حتى ذلك الحين، تسلحوا تدريجياً، حتى عندما كانوا محاصرين بالكامل من قبل جهاز المخابرات الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأشار القائد العام لحرس الثورة، إلى المعارك المختلفة بين فلسطين ومحور المقاومة ضد الصهاينة، وأكد ان معارك كثيرة مثل حرب تموز بين حزب الله اللبناني والكيان الصهيوني عام 2006 والفلسطينيين في عام 2008، وحرب الـ 22 يومًا ثم حروب الأيام الثمانية، والـ51 يوما و11 يوما، واخيرا عملية طوفان الأقصى، التي حطمت كل أمال ورغبات ومشاعر واقتدار الصهاينة.
وأردف : لقد أبطلت هذه العملية سحر الصهاينة ، وهزمت قدرة الترهيب والخوف التي خلقوها للمسلمين والفلسطينيين.
وصرح سلامي : إن طوفان الأقصى أظهر بأن المساعدات الخارجية والحكومات الأجنبية مثل الولايات المتحدة لا تستطيع إنقاذ إسرائيل من خطر الانهيار، لأنه قبل ان يصل الأمريكيين، يمكن للمسلمين والفلسطينيين أن ينهوا هذا الكيان.
وتابع : لا الثقة بالجيش الصهيوني الذي يعتبر نفسه جيشا لايقهر ، قادرة على منع تنفيذ العمليات الثقيلة المدمرة للاطاحة بالكيان الصهيوني، ولا ذلك الجهاز الاستخباراتي الرهيب والمعقد الذي اعتمد عليه الصهاينة ليناموا بسلام ليلاً.. ولا الأمن الداخلي لهذا الكيان.
وإشار هذا القائد العسكري الايراني رفيع المستوى، إلى أن عملية طوفان الأقصى أظهرت أن المسافة الجغرافية بين انهيار الكيان والأوضاع الطبيعية هي 80 كيلومترا فقط، والفاصل الزمني من بدء عملية كبرى مثل البيت المقدس في الدفاع المقدس هي 48 ساعة فقط؛ فهي لا تبعد سوى 120 كيلومتراً من الشمال، و80 كيلومتراً من الجنوب، وأقل من 60 كيلومتراً من الشرق، وبالتالي فإن طوفان اخر ستكسر هذا الكيان وتجله ينهار.
ومضى الى القول : ما حدث بعد ذلك مهم. لقد شهد الغرب وأمريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا وفرنسا بشكل خاص ومعهم بعض الحكومات المنافقة فشلاً أخلاقياً فادحاً في العالم. فالقيم الأمريكية الحقيقية مرادفة للجريمة، وقتل الأبرياء، ومحاصرة أراضي المسلمين، وعدم السماح بوصول الغذاء والماء والوقود إلى الناس العزل.
وقال اللواء سلامي : إن القيم الأميركية أظهرت مدى اشمئزاز واقعها في نظر العالم ولقد أظهرت أمريكا وجهها الحقيقي مفضوحه، وكذلك واجهة إنجلترا نفس المصير، ولكن عليهم أن يعلموا أن أياً من هذه التصرفات لا يشكل عائقاً أمام إنقاذ الصهاينة من خطر الانهيار المبكر. وحتى السنوات الخمس والعشرين التي تنبأ بها قائد الثورة الاسلامية تبدو وكأنها تقترب أكثر وأكثر إلحاحا وأيسر منالا.
وتطرق إلى الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني، مبينا : ان سماح أمريكا بقصف سكان غزة ومنع وقف إطلاق النار وإعطاء الضوء الأخضر للصهاينة والدعم العسكري والسياسي والنفسي الامريكي لاسرائيل يعادل السقوط الأخلاقي للولايات المتحدة في العالم واليوم العالم متحد ضد أمريكا، وانتشرت كراهية أمريكا في اوساط الرأي العام العالمي.
واضاف، ان أمريكا اليوم معزولة عن العالم أكثر من أي وقت مضى، وهذه هزيمة سياسية لأمريكا وللتحالف الذي تقوده امريكا لدعم الكيان الصهيوني .
وقال اللواء سلامي : إن وزير الخارجية الأمريكي صرح لبعض المسؤولين في دول المنطقة قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، قائلا "عندما وصلنا إلى تل أبيب بعد طوفان الأقصى، كان الكيان الصهيوني قد انهار بالفعل. وكأن غبار الموت قد ضرب وجوه المسؤولين الصهاينة وقادة جيش هذا الكيان وانهار كل شيء".
وأضاف : الأميركيون جاؤوا من كل مكان، بما في ذلك القيادة الأمريكية الوسطى (سنتكوم) ، التي استقرت أولاً في مصر بسبب الخوف، ثم جاءت إلى الأراضي المحتلة لتتولى الإدارة والتوجيه العسكري للحرب ضد أطفال غزة العزل. والرضع في هذه المنطقة وهذا يدل على أن انهيار الكيان الصهيوني ليس امرا صعبا.
وقال القائد العام لحرس الثورة الاسلامية : ان الكيان الصهيوني اليوم الذي يعيش في غيبوبة سياسية ويرقد في قسم العناية المركزة السياسية الخاصة الأمريكية، لم يعد قادرا على رؤية السلام والراحة والازدهار والأمن ، فالقلق هو جزء لا يتجزأ من حياة الصهاينة من الآن فصاعدا، وهي ظاهرة لن تختفي من هذه الأرض أبدا، سواء على مستوى السلطات الصهيونية أو على مستوى مستوطنيها.
واستدرك سلامي : أمريكا وإسرائيل اليوم تفسران انتصارهما في غزة على أنه انتصار على الأطفال الرضع وقتلهم، مما يعني أن أكبر إمبراطورية سياسية - عسكرية في تاريخ البشرية تفتخر اليوم بقتل الأطفال والرضع ويعتبرون ذلك انتصارا. وهذا أكبر إذلال لأمريكا وإسرائيل.
ووجه سلامي خطابه الى الصهاينة : إذا كانوا شجعاناً ورجالاً فعليهم أن يدخلوا الميدان ويقاتلوا المقاتلين الفلسطينيين وجها لوجه لا ان يحولوا غرفة العناية الخاصة في المستشفى إلى ساحة معركة والاعتداء على الأطفال والنساء والشيوخ ، وليعلموا أن المسلمين سينتقمون، وان انتقام المسلمين من الظالمين لاينتهي بتقادم الزمان لأن هذه قصة طويلة.
وأضاف : اليوم الكيان يحتمي بالجدران ويريد القتال من خلف الجدران، وهذا فشل سياسي وحتى الاقتصاد الأمريكي سوف يتراجع في ظل هذه الظاهرة لأن المسلمين وغير المسلمين سيقاطعون البضائع الأمريكية وهذا ضربة كبيرة لصورة أمريكا.
وذكر القائد العام لحرس الثورة الاسلامية، أن الصهاينة كانوا في البداية مذهولين ويتخبطون، حتى وصل الأمريكيون لرفع معنوياتهم وبعد أسبوعين بدأوا المعركة البرية وظنوا أنه مع تحرك أكثر من 1600 دبابة والقصف الجوي المستمر، يمكنهم كسر مقاومة الشعب الفلسطيني وقال : طالما كانوا خلف الأسوار لم يتمكن المجاهدون من الوصول إليهم وكانت الدبابات آمنة، لكنهم اقدموا على خطوة انتحارية وقاموا بشيء يعد فرصة للمجاهدين.
واوضح سلامي : عندما خرج الصهاينة من خلف حصونهم، حصل أبناء فلسطين على فرصة القتال، واستغرق المجاهدون أيامًا قليلة حتى يتأقلموا مع الظروف الجديدة ويتعرفوا على ظروف المعركة جيدًا. لكن الشباب الفلسطيني تعلم قواعد المعركة جيداً، فيأتون إلى الدبابات الإسرائيلية من مسافة الصفر ويستهدفونها، حتى اليوم تم تدمير 280 آلية للنظام على يد المجاهدين، وأصبحت الحرب استنزافا حقيقياً.
وشدد على، أن "الشباب الفلسطيني بدأ فعلاً حرباً غير مرئية، وقد أثبتت التجربة أنه في هذا النوع من الحروب، الفائز دائماً هو من لا يمكن رؤيته.. لقد بدأت حرب الأشباح، وتستمر القصة، وغزة في طريق النصر. إن امتيازات غزة والجهاد وحماس ضخمة فالأرض تعود لهم ، لقد ضربوا الميركافا التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات بصواريخ قيمتها لاتتجاوز عدة الاف من الدولارات، والحرب غير المرئية هي لصالح فلسطين".
وأضاف : إن الحرب دائما لصالح من يدافع عن نفسه، والحرب دائما لصالح المؤمنين، وان نصر الله ينزل عليهم؛ أسرار طوفان الأقصى المذهلة لا تزال مجهولة ولا أحد يعرفها، لذا انتبهوا إلى أن فلسطين تسير على طريق حرب الاستنزاف وستنتصر تدريجيا.
وحول مزاعم الكيان بشان القضاء على حركة حماس، صرح قائلا : لا يمكن تدمير حماس والجهاد، ولا يمكن تدمير فلسطين ولا شبابها المجاهدين، ولا يوجد لدى إسرائيل عنصر النصر في معركة غزة المستمرة، وكل شيء جاهز من أجل الفتح المبين لفلسطين.
وأكمل القائد العام لحرس الثورة الاسلامية : إن العالم الإسلامي يقوم بكل ما يجب عليه القيام به، ولا تزال هناك طاقات هائلة لم يتم استغلالها بعد، ونتمنى النصر للشعب الفلسطيني، وهم بالطبع شعب صامد.
انتهى ** ح ع
تعليقك